بعد أيام من عودة التصعيد إلى قطاع غزة بين قوات الاحتلال التي نفذت عمليات اغتيال جديدة والمقاومة التي ردت على العدوان بعمليات فدائية وهجمات بالصواريخ، أكد أكثر من مسؤول فلسطيني ما أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» أمس عن لقاء قريب يجمعه مع رئيس حكومة الاحتلال ارئيل شارون. وكان عباس الذي وصل أمس عمان بعد لقائه الرئيس المصري في شرم الشيخ اثر جولة في دول اميركا اللاتينية وشرق اسيا، اعلن انه سيلتقي شارون في السابع من حزيران المقبل، لبحث تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ المترتبة على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. غير ان مصادر في مكتب شارون نفت ان يكون تقرر موعد للقاء بعد. وقال مسؤول في مكتب شارون «مكتب رئيس الحكومة مهتم بالترتيب لمثل هذا الاجتماع لكن لم يتم الترتيب لمثل هذا الاجتماع في ذلك التاريخ أو أي تاريخ آخر». وبغض النظر عن موعد اللقاء ومكانه فان تسريع الاعلان عنه جاء عقب موجة من التصعيد شهدها قطاع غزة بين المقاومة وبين قوات الاحتلال التي عادت إلى سياسة الاغتيال بالطائرات وكذلك إلى عمليات القصف والقتل، والتي قوبلت بردود مختلفة من قبل المقاومة الفلسطينية لا سيما حركة حماس تمثلت بهجمات فدائية استهدفت مستعمرات وكذلك بعمليات قصف بالصواريخ وقذائف الهاون للمستعمرات داخل غزة وفي محيطها، وهو ما اثار مخاوف اطراف دولية ودفعها للتدخل من اجل وضع حد للتدهور الحاصل. وقد «اشتكى» شارون في أوقات سابقة من صعوبة عقد لقاء مع ابومازن متذرعا في ذلك بوجود الأخير في جولات خارجة طيلة الوقت. من جانبه أكد مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات أن تقرر في لقائه الأخير قبل يومين مع مستشار شارون دوف فايسغلاس عقد قمة تجمع ابو مازن وشارون في الجزء الاول من الشهر المقبل . غير انه لم يحدد موعدا ثابتا ونهائيا لذلك. واوضح عريقات في اتصال مع «الرياض» ان اللقاء بين الاثنين سيتناول الاوضاع الاخيرة في الاراضي الفلسطينية لا سيما في قطاع غزة وسبل منع اي تصعيد بين الجانبين، اضافة إلى بحث سبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تفاهمات شرم الشيخ ، وكذلك العراقيل التي وضعتها اسرائيل امام الجانب الفلسطيني واعاقت تنفيذ كامل الاستحقاقات المترتبة عليه. يشار إلى ان الرئيس الفلسطيني سوف يتوجه في السادس والعشرين من ايار الجاري إلى واشنطن حيث سيجتمع مع الرئيس الاميركي جورج بوش في لقاء هو الاول من نوعه منذ انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات. ومن المقرر ان يبحث ابومازن مع بوش سبل دفع عملية السلام إلى الامام، واليات تنفيذ رؤية الرئيس الاميركي للحل والذي يقوم على اساس اقامة دولة فلسطينية إلى جانب اسرائيل، وغيرها من المواضيع.