الارهاب بكل صوره وأشكاله ومسمياته وأغراضه وأهدافه مرفوض ليس من قبل الديانات السماوية فحسب، بل من قبل الاعراف الدولية ومواثيقها، ومن قبل تقاليد الشعوب ومعطيات العقول البشرية المتزنة، وازاء ذلك فان المملكة مازالت تحارب الارهاب بوصفه قتل للنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق كما جاء في كتاب الله الشريف، وبوصف هذه الظاهرة ترويع للآمنين وقض مضاجعهم وادخال الرعب والفزع الى نفوسهم، وبوصف ان الأمن من جانب آخر يقف على رأس الاولويات التي تهتم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين، ولاشك ان جريمة التسعة عشر التي اكتشفت في الرياض قبل وقوعها، وتأكد بما لايقبل الشك ضلوع اولئك وارتباطهم المباشر بمنظمة القاعدة الارهابية، لاشك ان تلك الجريمة تؤكد من جديد ان ماتقوله بعض الاوساط الاعلامية في الغرب من ان المملكة تحتضن الارهابيين وتقوم بتفريخهم هي أقوال عارية عن الصحة تماما، فالشواهد تشير الى ان تلك الظاهرة لاجنس لها ولادين ولا زمان ولا مكان، بدليل ان حدث أمس الأول بالرياض جاء من افراد ينتمون لمنظمة قامت بأفاعيلها التخريبية يوم الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة، وبدليل ان المملكة تعرضت لاعمال اجرامية تخريبية ارهابية قبل تلك الاحداث في اشرف بقاع الله على الارض (مكةالمكرمة) وكذلك في مدن رئيسية اخرى بالمملكة مثل الرياض والخبر.. وقد كانت المملكة اول دولة في العالم نادت بأهمية وضع استراتيجية دولية لمكافحة الارهاب، غير ان العالم لم يأخذ بهذه الدعوة الصادقة فكان ماكان, ووقعت ومازالت تقع سلسلة من الاعمال الارهابية التي حصدت ومازالت تحصد ارواح الابرياء، وتهدم الدور على رؤوس اصحابها، وتخرب المنشآت والمنجزات الحضارية ولا سبيل لانقاذ العالم من ويلات تلك الظاهرة ومخاطرها الا بالعودة الى تلك الدعوة الصادقة وتحقيقها على أرض الواقع.