إن محاولة إيجاد تعريف حقيقي للشعر أشبه بمحاولة الإمساك بالماء. فالشعر ليس منهجاً يُدرّس أو قالباً يضع فيه الشاعر مواضيعه وأفكاره أو قصيدة ينتهي دورها عند سماع الآخرين لها . قد يكون الجاحظ قريباً من الصواب حين قال : إنما الشعر صناعة وضرب من التصوير ، فهو بهذا القول يلامس شيئاً من فهمي لمعنى الشعر الذي أراه وأتصوره مع يقيني بأن الشعر (حالة) مستعصية على الفهم ولكنها قريبة بذات القدر من الإحساس بها. من أين يأتي هذا الشعر بهذه الحياة التي يبثها في رميم الكلمات والجمادات فيحولها إلى كائنات حية وفعّالة؟ كيف يتسلل إلى المناطق المحظورة على الآخرين في أنفسنا وعلى مرأى منّا دون أن ننهاه...؟ كيف لبعض القصائد أن تحافظ على دهشتها لسنوات طويلة دون أن يشعر القاريء بالملل من حملها في ذاكرته وترديدها بين الحين والآخر؟ كيف لها أن تتحدّى الزمن وتنتصر وأن تهب الخلود لأصحابها ولو من قصيدة واحدة؟! إنه الشيء الذي لا أفهمه وأحاول الكتابة عنه .. من أين يأتي هذا الشعر بهذه الحياة التي يبثها في رميم الكلمات والجمادات فيحولها إلى كائنات حية وفعّالة؟ كيف يتسلل إلى المناطق المحظورة على الآخرين في أنفسنا وعلى مرأى منّا دون أن ننهاه عن هذا الفعل الذي يجعل من أسرارنا كتاباً مفتوحاً للعابرين؟! وعلى الشاعر أن يعي أن الشعر ليس أمراً اعتيادياً يفعله متى ما أراد ذلك. كما أن الكتابة بشكل عام ليست جزءاً من الترفية، بل هي جزء مهم وحسّاس من المسؤولية، ويجب على الكاتب أو الشاعر أن يضع نصب عينيه مكانه ومكانته عند الناس وفي كتب التاريخ بعد سنوات رحيله عن الدنيا. خاتمة مابقى مع الايام للصبْر قوت واسمعك بي تردد : صاحبي ماعليه ياسفرنا تطول وتبلع العمر حوت كم عشانك نبيع اللي نبي نشتريه من صحينا على (كانوا) وهذي البيوت مابقت مثل ماهي حزننا تحتويه عن شتا الحال تكفينا هالاشعار كوت نعْرف الشعر والشاعر والانسان فيه عاطف [email protected]