عرض الدكتور ابراهيم حداد، وزير النفط والثروة المعدنية السوري الوضع الراهن لمستويات انتاج النفط في سوريا، واعرب عن ثقته في أن سوريا لن تحافظ على ثبات المستويات الحالية فحسب، بل انها سترفع مستويات الانتاج بما يزيد على 100 ألف برميل من النفط يوميا في الاعوام القليلة الماضية. وتوقع الدكتور حداد في حديث له مع مجلة شل في الشرق الأوسط، أن انتاج سوريا من الغاز سيزداد بنحو 50 بالمائة خلال الفترة نفسها. وأكد الوزير السوري على أن مستوى انتاج النفط في سوريا لم يتناقص بل يتراوح بين 550 ألفا و600 ألف برميل في اليوم. مشيرا الى ان انتاج شركة الفرات للنفط الذي تعتبر شل شريكة فيه في رأس قائمة المشاريع المنتجة، وهو حاليا أقل بقليل من 300 ألف برميل في اليوم، إذ انخفض في السنوات القليلة الماضية عن ذروة ما بلغه حينما تجاوز بقليل 400 ألف برميل في اليوم. وأشار الى ان ما حصل يعتبر تطورا طبيعيا في دورة حياة مناطق الامتياز النفطية التي لم يحصل فيها أي نجاح استكشافي جديد، حيث تأخذ الحقول المنتجة فيها بالتحول إلى حقول اكثر هرما. فالتطور وسلامة الأصول في عمليات الحقول الهرمة- وبالتالي تحديات التكلفة- كلها أمور يجدر ان تؤخذ بعين الاعتبار، وقد تم تسليط الضوء عليها للتأكد من تطبيق أفضل التقنيات والخبرات المتوافرة على هذه الحقول المسماة بBrownfields وذلك من اجل رفع معدلات استرداد النفط والانتاج فيها إلى الحدود القصوى وبالطريقة الاقتصادية المثلى. وعلاوة على مسألة هرم الحقول، تقتضي طبيعة العمل دوما امكانية حصول المفاجآت خلال عملية التنمية. ويضيف الدكتور حداد ان لدى سوريا الآن ثلاثة مشاريع تطويرية هامة يجري البحث فيها والتي نأمل في أن تمكننا من تحقيق زيادة في مستوى انتاج سوريا النفطي بحدود 100 ألف برميل في اليوم. وسيكون أول هذه المشاريع مع الشركة السورية للنفط وهدفه تطوير حقل السويدية، ويتوقع له أن يعطي انتاجا اضافيا يتراوح بين 40 ألفا و50 ألف برميل في اليوم، كما يفترض له ان يودع في الانتاج الأعظمي في حوالي ثلاث سنوات. يتضمن المشروع الثاني 4 حقول هي: تشرين وعودة وكبيبة والشيخ منصور حيث سيتم تطويرها من قبل ثلاث شركات مختلفة ومن المتوقع لها أن تضيف من 30 ألفا إلى 40 ألف برميل في اليوم. وسيكون المشروع الثالث مع شركة شل وبتروكندا، ويتضمن اتفاقية استكشاف الطبقات العميقة والجانبية، ونشير هنا إلى الطبقات العميقة الحاملة للنفط التي لم تستثمر من قبل شركة الفرات للنفط حتى هذا التاريخ، والتي تقع خارج حدود الاتفاقية الحالية الموقعة مع الحكومة السورية. ويقول الوزير: تفاوضنا مع شل وبترو كندا لتطوير هذا المخزون في الأشهر الستة الماضية، وتسير المناقشات بشكل جيد، وكلي ثقة في أن يتم التوقيع على ملحق جديد مع شل وبترو كندا قريبا، ويفترض، بحسب توقعات شل، أن يتزايد الانتاج تدريجيا كي يصل إلى حدود 30 ألف برميل اضافي في اليوم. وقال: نفاوض حاليا من اجل منح عقود للاستكشاف في اربع مناطق، كما اننا كنا قد طرحنا 12 منطقة أخرى لتجري المناقصة عليها، وسيكون 15 حزيران هو آخر يوم لتقديم العروض بخصوصها. و على المدى الطويل تفتش سوريا ايضا عن أمل في المياه العميقة في شرقي البحر الابيض المتوسط، وتجري حاليا المناقصة على عقد المسح السيزمي، ولعل نتائج الحفر في المياه العميقة المصرية قد لعبت دورا في تشجيعنا، إضافة إلى المؤشرات السيزمية الأخرى الواعدة التي وصلتنا مؤخرا من لبنان. وأكد الوزير السوري على أن سوريا لاتعمل في مجال تطوير النفط فحسب، بل تنتج حاليا 22 مليون متر مكعب من الغاز في اليوم. ويفترض لمشروع آخر ان يبصر النور في وسط سوريا بالقرب من تدمر، وذلك بانتاج مخطط له ان يكون في حدود 9 ملايين متر مكعب من الغاز في اليوم. ويتابع الوزير قائلا: اكتشفت شركة إينا، الكرواتية، التي حصلت على عقد استكشاف في غربي تدمر، ثلاث آبار تقدر الطاقة الانتاجية لكل واحدة منها بحوالي 300ألف متر مكعب من الغاز في اليوم، بشكل اجمالي، ونتوقع ان يرتفع انتاج الغاز إلى حوالي 35 مليون متر مكعب من الغاز في اليوم في غضون السنوات القليلة القادمة.