يخيم التفاؤل بعد اقرار الحكومة الفلسطينية الجديدة والموافقة على تشكيلها من قبل المجلس التشريعي الفلسطيني بامكانية تمهيد الطريق وتعبيده لتحقيق مشروع (خريطة الطريق) للسلام في الشرق الاوسط, فكل الدلائل المبدئية تشير الى امكانية تحقيق ذلك المشروع المعلق, لاسيما ان الولاياتالمتحدة فضلا عن سائر دول العالم رحبت بنيل الحكومة الفلسطينية الجديدة الثقة من قبل الشعب الفلسطيني التواق للوصول الى سلام حقيقي يعيد اليه الأمن بعد سنوات طويلة من العناء والتوتر والقلق, ويبقى على الجانب الاسرائيلي بعد ان اعلنت الحكومة الفلسطينية الجديدة انهاء مظاهر فوضى السلاح المنتشر بين ايدي الفصائل, العمل بجدية على استئناف مفاوضات السلام على اساس قراري مجلس الأمن 338 - 242 لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين على اساس الشرعية الدولية, والاعتماد على مشروع (خريطة الطريق) بوصفها خطة قابلة للتنفيذ لا التفاوض, ولايبدو وفقا للمستجدات الفلسطينية القبول بالالاعيب والمماطلات والتسويفات الاسرائيلية القديمة, فحكومة فلسطين الجديدة مصرة على الوصول الى السلام, ولا مجال لأي تعديلات او اضافات او حذف لبنود (خريطة الطريق) المتفق عليها, فالبيان الوزاري الذي صدر في رام الله عن الحكومة الفلسطينية الجديدة يصرح دون تلميح بموقف ايجابي معلن من المقترحات الامريكية للسلام المعروفة باسم (خريطة الطريق) فالكرة الآن بعد حصول الحكومة الفلسطينية الجديدة على ثقة المجلس التشريعي وتمتعها بالمواصفات التي تخولها البدء في المفاوضات في الملعب الاسرائيلي,, فبعد قيام تلك الحكومة والتفاف الشعب الفلسطيني حولها يصبح من غير المنطقي طرح اية اعذار او حجج تحول دون قيام مفاوضات السلام أو التهرب من مقتضياتها والتزاماتها.