يحاول العلماء بجدية الوصول الى السر الذي يجعلهم قادرين على إطالة عمر الخلية البشرية عن طريق الهندسة الوراثية وان يحافظوا على حيويتها وصباها بحيث لا يمكن ان يصيبها الهرم او الشيخوخة فيبقى الإنسان في صحة جيدة وشباب دائم مدة أطول وذلك عن طريق دراسة الحامض النووي (دي ان إيه) الذي يمثل سر الحياة. فهو عبارة عن بصمة جينية لا تتكرر من إنسان الى آخر بنفس التطابق وهي تحمل كل ما يكون عليه الإنسان من صفات وخصائص وأمراض وشيخوخة وعمر منذ التقاء الحيوان المنوي للأب ببويضة الأم وحدوث الحمل. وينصب جهد العلماء في تحديد الجينات المسؤولة عن شيخوخة الخلية الحية والجينات المسؤولة عن موتها حيث توصل بعضهم لتحديد ومعرفة الأسلوب الوراثي والجين المسؤول عن احداث الشيخوخة في الكائنات البشرية وذلك من خلال تحديد اجزاء معينة في نهايات الكروموسومات تسمى تيلوميرز (Telomers) فعندما تنقسم الخلية للتكاثر فانها تفقد عددا معينا من التيلوميرز وهي عبارة عن قطع من الحامض النووي وقد توصلوا الى ان العدد الذي تحمله كل خلية من التيلوميرز هو الذي يحدد عمر الخلية وكم من المدة سوف تحيا وتنقسم وتفقد تيلوميرز وكأن هذا التيلوميرز او هذه الأجزاء من الحامض النووي الموجود في نهاية الكروموسومات هي التي تحدد المدة التي سيكون عليها عمر كل خلية قبل ان تصاب بالشيخوخة ومن هنا بدأ العلماء يفكرون في امكانية تقليل وضع شيخوخة الخلية الحية من خلال زيادة عدد التيلوميرز وطولها عن طريق الهندسة الوراثية وربما كان لفقد هذا الجزء من الحامض النووي والمسمى بالتيلوميرز عند انقسام الخلية علاقة ببعض الأمراض الوراثية وغير الوراثية مثل تصلب الشرايين والتهاب المفاصل والسكر وغير ذلك فعندما يستطيع العلماء التحكم في التيلوميرز لتقليل او ابعاد الشيخوخة عن الخلية فان هذه الأمراض سوف تختفي وبذلك تتأخر شيخوخة الخلية عن طريق الجينات المسؤولة عن ذلك او كما يطلقون عليها التيلوميرز وقد قام العلماء بتحديد مجموعة من الجينات التي تحدث شيخوخة الجلد وخلايا الأوعية الدموية وبدأوا يعملون على ايجاد مضاد لهذه الجينات كي تبطل احداث الشيخوخة, ولعلها تستطيع ان تعيد للجلد حيويته وشبابه وتمنع حدوث تصلب الشرايين والهرم ويبقى الإنسان يبدو شبابا مدى الحياة وبناء على ذلك فلربما يمكن للعلماء ان يضيفوا الى عمر الإنسان مئات من سنوات الصبا والشباب بإذن الله ففي مجال الوراثة نجد ان معظم النتائج التي تنطبق على كائن من الكائنات ينطبق على جميع الكائنات الحية مهما كان نوعها, والخلاصة ان العلماء يعتقدون انه ما دام الحامض النووي (دي إن إيه) هو الذي يحمل سر الحياة فانه لا بد ايضا ان يحمل سر الشيخوخة والموت, وما زالت الأبحاث مستمرة. د.باقر حمزة العوامي استاذ طب الأطفال استشاري أمراض الدم والسرطان