أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه وهو ينصح معاذ بن جبل وقال له: (كف عليك هذا) قال معاذ قلت يا رسول الله وأنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: (ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) وهذا يدل على أن أصل الخير من ضبط اللسان وتقويمه وفق ما يرضي الله عز وجل وأن من اعانه الله على ضبط لسانه فقد ملك زمام أمره ووفق إلى خيري الدنيا والآخرة. والمراد بحصائد الألسن، جزاء الكلام المحرم وعقوباته فإن الانسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ثم يحصد يوم القيامة ما زرع فمن زرع خيرا من قول أو عمل حصد الكرامة ومن زرع شراً من قول أو عمل حصد الندامة . فالأمر خطير جداً وكثير من الناس يغفل عن هذا الأمر، فتجده يتكلم ويتكلم ولا يراعي ولا يهتم لما يتلفظ به، فلا يراعي أن كلامه مدون ومسجل عليه وسوف يسأل عن كل كلمة تلفظ بها ولا يراعي أن كلامه هذا قد أغضب الله تعالى أو أرضاه ولا يراعي أن كلامه هذا قد تعرض فيه لإخوانه المسلمين وتعدى على حرماتهم وحقوقهم .. أولا؟ فهو يتكلم بما شاء ومتى شاء لا يراعي لله تعالى حقاً ولعباده حرمة، وقد قال تعالى : (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقال تعالى : (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) وقال تعالى : (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) وقال تعالى : (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) . د. وليد الربيع