قتل الجيش الاسرائيلي أمس 4 فلسطينيين واعتقل 20 وأرسل تعزيزات ضخمة الى الخليل تمهيدا لمجزرة مرتقبة في هذه المنطقة الصعبة التي قتل فيها 25 اسرائيليا في غضون اربعة اشهر. وسياسيا ينوي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات تأجيل تعيين رئيس للوزراء كان مقررا اصلا أمس لأنه يرغب اولا في ادخال تعديلات على صلاحيات هذا المنصب الجديد.فقد استشهد أربعة فلسطينيين مساء أمس الخميس خلال مواجهة عنيفة مع جنود الجيش الاسرائيلي في بلدة طمون القريبة من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، حسبما أعلنت المصادر الطبية والأمنية الفلسطينية والعسكرية الاسرائيلية.ووقع الاشتباك بعد أن قامت قوات الاحتلال بتطويق بلدية البلدة ومدرستها. ودمر جيش الاحتلال الاسرائيلي منزلي ناشطين في حركة الجهاد الاسلامي في بلدة صيدا واعتقل أحدهما وآخر في عملية مطادرة شهدت تبادلا لاطلاق النار فقتل فيها جندي اسرائيلي واصيب جندي آخر. وقال بيان عسكري اسرائيلي أن العسكريين دمروا منزل احمد مصطفى ياسين فهمي الذي اصيب امس الأول وهو المسؤول عن هجوم على مستوطنة يهودية في 29 اكتوبر الماضي أوقع ثلاثة قتلى وأربعة جرحى اسرائيليين. كما دمرت جرافات الجيش الاسرائيلي منازل ثلاثة فلسطينيين في بلدة الولجة قرب بيت لحم جنوبالضفة الغربية، بزعم بنائها بدون تراخيص. واعتقل ناشط في حركة الجهاد الاسلامي عندما كان يرافق أولاده الى مدرسة في مدينة بيت لحم. وقال بكر شعلان (13 عاما) ابن المعتقل مسلم شعلان (44 عاما) إن قوات الاحتلال اعترضت سيارة أبيه أثناء اصطحابه أبناءه الى المدرسة صباح أمس. وشعلان إمام مسجد في بيت لحم. وأعلن جيش الاحتلال أن قواته اعتقلت ليل الاربعاء الخميس 18 فلسطينيا كان يلاحقهم في الضفة الغربية، بينهما ناشطان كانا يستعدان لتنفيذ عمليتين فدائيتين وينتميان الى حركة فتح الانتفاضة. ومن المفارقات، قتل حارسين اسرائيليين عرضا عندما أطلق الجيش الاسرائيلي الرصاص على سيارتهما واصابها صاروخ اطلقته مروحية عسكرية قرب الخليل في الضفة الغربية. وأعلن جيش الاحتلال أن الحادث وقع بالخطأ، حيث أن الحارسين الاسرائيليين كانا برفقة عمال فلسطينيين توقفا على جانب الطريق قرب مستوطنة بني هيفر لتناول القهوة عندما فتح الجنود النار باتجاههما ظنا انهما ناشطان فلسطينيان. واصيب احد الحارسين اصابة قاتلة وقتل زميله عندما هب لنجدته في انفجار صاروخ اطلقته مروحية قتالية. وابلغ العمال الفلسطينيون صاحب العمل بواسطة هاتف نقال وادرك الجيش على الفور انه ارتكب خطأ واعرب عن اسفه العميق لما حدث وانه سيتم فتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث. وأكدت وثيقة رسمية اسرائيلية نشرتها صحيفة هآرتس أمس 1945 فلسطينيا قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي منذ بداية الانتفاضة في سبتمبر 2000، بينهم 365 مدنيا اعتبرتهم ابرياء وأحصت بينهم 130 طفلا دون السادسة عشرة. وبحسب احصاءات صحفية فإن الشهداء بلغ عددهم 2299 فلسطينيا بينما قتل 715 اسرائيليا. واكدت الوثيقة التي اعدها مسؤولون في وزارة الحرب أن بين 235 من الاشخاص البالغين الذين اعتبرتهم ابرياء اي لا علاقة لهم بنشاطات فدائية، العديد من النساء والمسنين. ولم ينف متحدثون باسم جيش الاحتلال ووزارة الدفاع وجود الوثيقة. وتقول الوثيقة الاسرائيلية ان 441 من القتلى الفلسطينيين (22%) كانوا اعضاء في حركتي حماس والجهاد الاسلامي و324 (17%) في حركة فتح. وأن 329 (17%) من القتلى من اعضاء اجهزة الامن الفلسطينية و69 من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ومنظمات صغيرة. واعتبرت الوثيقة ان نحو 22 في المئة من القتلى اي 417 فلسطينيا كان مشتبها بتورطهم في الارهاب على حد وصف الوثيقة ، ومن بين هؤلاء فلسطينيون قاموا بعمليات مناهضة لاسرائيل بصورة فردية. ويزعم المسؤولون العسكريون الاسرائيليون أنه من غير المبرر ان يقتل طفل دون السادسة عشرة حتى وهو يلقي زجاجة مولوتوف وان حصل ذلك فينبغي فتح تحقيق. وقد أرسل الجيش الاسرائيلي تعزيزات جديدة الى الخليل جنوبالضفة الغربية، تمهيدا لشن عملية ضخمة قد تصل الى حد مذبحة، حيث قطعت طرق المواصلات بين المدينة والقرى المجاورة. وتأتي هذه التدابير اثر سلسلة هجمات اسفرت عن مقتل 25 اسرائيليا (جنود ومستوطنون) خلال اربعة اشهر في قطاع الخليل. واخر هذه الهجمات كان الاثنين مع مقتل جندي اسرائيلي برصاص ناشط فلسطيني قتل بدروه. وقد اخلت اسرائيل 80% من الخليل في 1997، بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية، وابقت على جيب استيطاني في محيط الحرم الابراهيمي، المكان المقدس بالنسبة الى اليهود والمسلمين. ويعيش في هذا الجيب حوالى 600 مستوطن من عتاة المتطرفين اليهود تحت حماية الجيش الاسرائيلي ووسط 120 الف مواطن فلسطيني. وفي قطاع غزة ايضا اصيب ثلاثة مزارعين فلسطينيين أمس برصاص الجيش الاسرائيلي خلال عملية توغل في شرق بلدة جباليا. وعلى الصعيد السياسي ذكرت مصادر برلمانية فلسطينية أن ياسر عرفات ينوي تأجيل تعيين رئيس للوزراء كان مقررا اصلا أمس لانه يرغب اولا في ادخال تعديلات على صلاحيات هذا المنصب الجديد. وذكر ابراهيم ابو نجاح مساعد رئيس المجلس التشريعي (البرلمان) احمد قريع ان عرفات يجرى مشاورات مع مستشارين قانونيين تمهيدا لادخال هذه التعديلات على النص الذي يحدد صلاحيات رئيس الوزراء. واوضح ابو نجاح ان ذلك يتطلب اجتماعا للمجلس التشريعي الفلسطيني لاقرارها قد يعقد الاثنين المقبل في رام الله. وقد عرض عرفات رئاسة الوزراء على محمود عباس (ابو مازن) (68 سنة) امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي لم يعلن حتى الان قبوله هذا المنصب. وذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان الولاياتالمتحدة طلبت من اسرائيل تخفيف القيود المفروضة على الشعب الفلسطيني لمساعدة ابو مازن اذا ما تأكد تعيينه. وصرحت وزيرة الاستيعاب الاسرائيلية تسيبي ليفني للاذاعة بان السياسة الاميركية تلتقي مع سياسة اسرائيل، نريد ان نشن حربا على الارهاب مع تسهيل الحياة على الفلسطينيين والتشجيع على ظهور قيادة بديلة لعرفات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان رئيس الوزراء الفلسطيني ينبغي أن يتمتع بسلطة كبيرة على الصعيد التشريعي، وعلى حكومته وعلى بعض المسائل كالاشراف على المؤسسات العامة والنظام والامن.