السؤال لا يخص ملايين المتظاهرين ضد الحرب في مدن وقرى العالم، كما لا يخص المنظمات والقوى الشعبية غيرالمرتبطة مباشرة بدوائر صنع القرار في الدول المعنية، السؤال تحديدا يخص الدول والحكومات وعلى رأس هذه الدول فرنسا وألمانيا وروسيا والصين هذه الحكومات قد تفعل شيئا لدرء الحرب، لكن اذا قامت الحرب فهي ببساطة لن تفعل شيئا حسب المفاهيم البائدة - والسائدة لدينا - لمفهوم الفعل لقد ولت مفاهيم الحرب الباردة والقائمة على تدخل أحد المعسكرين المتصارعين آنذاك، الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة والمعسكر المناوىء بقيادة الاتحاد السوفيتي في الصراعات الإقليمية خارج مناطق النفوذ لكل منهما، لا واحدة من هذه الدول المناوئة للحرب سترسل معونات عسكرية أو ستهرب أسلحة للعراق أو حتى القيام بما من شأنه عرقلة العمل العسكري الأمريكي، لكن هذه الدول منفردة ومجتمعة ستستفيد من ظروف الحرب لحشد أكبر قدر من القوى المؤثرة في العالم لصالح مشاريعها المناوئة للمشروع الأمريكي في الشروع ببناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، نظام يعارض العقيدة الأمريكية الجديدة القائمة على الهيمنة على العالم حسب المفهوم الجمهوري أو قيادة العالم حسب المفهوم الديمقراطي حتى لا تعم الفوضى في العالم حسب المفهومين القائمين على ثقافة القوة المادية الأمريكية وما تمثله من (قيم) إن ما سيحدث في العراق ليس سوى حلقة عنيفة في الصراع الجديد على ضفاف الصراع الحقيقي بين عقيدة استعمارية جديدة تقوم على الاحتكار بينما ينخر مفهوم التنافس المشروع في هذه العقيدة في تطلعات ممثليها من الأنانيين وقصارى النظر، ليس في تكساس بل في موسكو يوجد مثل هؤلاء، (فيدومستي) جريدة المال والأعمال وعضو شبكة وول ستريت جورنال وفيننشال تايم تقول بمذلة: نعم لتقاليد القوة البدائية(إذا غزا الأمريكانالعراق، فعراق ما بعد الحرب ستكون جمهورية ديمقراطية رأسمالية يحكمها اقتصاد السوق، فأي مستقبل يقترحه دعاة السلام لمستقبل غير ذلك؟) ومع ذلك ووسط صراع الضواري وتفوقهم الميداني، تتزايد أعداد المفعمين بالأمل، والأمل المقرون بالعمل لمواجهة نظام غير عادل يراد فرضه بالقوة قبل ثلاثين عاما حلم وعمل مارتن لوثر كنج لالغاء الفصل العنصري في أمريكا واليوم يتحقق جزء كبير من حلمه واليوم يحلم ويعمل القاضي في المحكمة الوطنية العليا في اسبانيا بالتأزار جاورزت مع مئات الآلاف من اجل السلام ومن اجل حياة افضل للانسان في رسالة موجهة للرئيس ازنار نشرتها جريدة (البايس) يقول بالتازار: لتعلم سيد ازنار انه في يوم 15 فبراير 2003 شعرت بفخر عظيم سيكون من الصعب عليك فهمه، لقد تظاهر أطفالي وزوجتي الى جانبي وكنا جنبا إلى جنب نهتف للسلام - الذي اعتراه البغي من كثرة ما أسيء استعماله - ان مشاهدة وجوه أطفالى والعزم المرتسم على محياهم ومحيا الآلاف والملايين من امثالهم قد طمأن الوالد والمواطن الذي هو أنا ونفخ في لهيب القوة الضرورية للاستمرار.