يرى مراقبون ماليون أن السبب الرئيسي في هذه الزيادة الملموسة لليورو يعود إلى استمرار القلق، بل وتزايده، من احتمالات شن حرب محتملة على العراق، الأمر الذي عرض الدولار إلى ضغوط كبيرة لصالح اليورو. كما لعب قرار البنك المركزي الأوروبي بخفض سعر الفائدة في منطقة اليورو، المكونة من 12 بلدا أوروبا أعضاء في الاتحاد، دورا واضحا في دفع قيمة العملة الاوروبية إلى الأعلى، على الرغم من تواضع الخفض، الذي لم يزد على ربع نقطة مئوية. إلا أن محللين يتوقعون أن تجد العملة الاوروبية صعوبة في الحفاظ على هذه المراكز القوية أمام الدولار. والسبب، حسب رأيهم، يتمثل في تباطؤ نمو الاقتصاد الاوروبي عموما، واصرار الولاياتالمتحدة على المحافظة على دولار قوي في مواجهة معطيات اقتصادية أمريكية غير مشجعة. فقد طمأن وزير الخزانة الامريكي الجديد جون سنو الأسواق المالية بتأكيده على قناعته القائلة بضرورة الإبقاء على الدولار قويا، على الرغم من تفضيل قطاع التصدير لبعض الضعف فيه تشجيعا للصادرات الأمريكية المترنحة. ويقول ايان ستانرد المحلل في مصرف (بي ان بي باريباس) إن خطوة البنك المركزي الأوروبي بخفض الفائدة استقبلت بدرجة طيبة من الحماس والقبول في الأسواق. و أضاف: من الواضح أن الصورة الأعم هي رؤية يورو نشط وقوي، وما خفض سعر الفائدة إلا دفعة لتنشيط العملة الاوروبية التي عانت التدهور المتلاحق خلال الأسابيع الأخيرة. إلا أن مختصين آخرين يقولون إن هناك معطيات أخرى تشير إلى وجود مشاكل في منطقة اليورو. وفي هذا يقول ايان ستيورات كبير الاقتصاديين المختصين في الشأن الأوروبي في بنك (ميريل لينش) الاستثماري إن خفض الفائدة لم يكن خطوة موفقة. ويضيف ان الآمال كانت معلقة على سياسة مالية تتحرك في الاتجاه الصحيح وبسرعة تتناسب مع متطلبات الحد من مخاطر تراجع معدلات النمو، وهذا لم يحدث. وكانت معطيات أخيرة صدرت من الاتحاد الأوروبي قد تحدثت عن نمو في منطقة اليورو لا يزيد على 0.8 في المائة خلال العام الماضي، مقابل نحو 1.4 لمائة في العام السابق له.