قفز اليورو إلى أعلى مستوياته على الإطلاق أمس الأربعاء بعد أن أدت التوقعات الخاصة بحدوث خفض آخر لأسعار الفائدة الأمريكية إلى تراجع عملة الولاياتالمتحدة إلى أدنى من مستوى 50ر 1دولار مقابل العملة الأوروبية الموحدة. إضافة إلى ذلك فإن العملة الأمريكية قد تتعرض لضغوط جديدة مع بدء تعاملات اليوم في أوروبا، قبيل صدور مجموعة جديدة من البيانات بشأن الاقتصاد الأمريكي، وقبل شهادة بين بيرنانكي رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) أمام الكونجرس حيث قد يشير إلى خفض آخر في تكاليف الإقراض. وارتفع اليورو ليسجل 5047ر 1دولار أمام العملة الخضراء أمس الأربعاء في أعلى مستوى له منذ تطبيق العمل بالعملة الأوروبية الموحدة في كانون ثان (يناير) عام 1999، وذلك مع ارتفاع أسعار النفط مرة أخرى بفعل تراجع قيمة الدولار لتصل إلى أكثر من مئة دولار للبرميل. وتم التداول على اليورو خلال التعاملات الأوروبية المبكرة عند مستوى 5043ر 1دولار، فيما بلغت أسعار النفط 15ر 101دولار للبرميل. ويأتي ارتفاع اليورو في الوقت الذي بدأ فيه محللون إعادة النظر في توقعاتهم بشأن أسعار الفائدة في منطقة اليورو المؤلفة من 15دولة، وذلك بعد أن أظهر مؤشر رئيسي صدر أمس الثلاثاء أن ثقة الشركات في الاقتصاد الألماني قد ارتفعت للشهر الثاني خلال العام الجاري. ويرى كثير من خبراء الاقتصاد أن المؤشرات التي تفيد بأن اقتصاد منطقة اليورو سيظل على طريق النمو، سوف تسمح للبنك المركزي الأوروبي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى أربعة بالمئة لبعض الوقت، وتجنب البدء في دورة لخفض أسعار الفائدة. وينعقد الإجماع حتى الآن بين الخبراء الاقتصاديين على أن البنك المركزي الأوروبي سوف يقتفي أثر مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي وبنوك مركزية أخرى، ويبدأ في خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر القادمة. ولكن من المرجح أن يثير ارتفاع اليورو المخاوف من جديد بشأن الآثار السلبية لزيادة قوة العملة الأوروبية الموحدة على صادرات قطاع التصنيع، ذلك القطاع الرئيسي في منطقة اليورو.