انتخب رجب طيب اردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا امس الاحد نائبا في انتخابات فرعية جرت في اقليم سيرت جنوب شرق البلاد ما يمكنه بالتالي ان يصبح رئيسا للوزراء.واعلن حاكم المحافظة نوري اوكوتان أن حزب العدالة والتنمية فاز بالمقاعد الثلاثة في هذه الدائرة وبلغت نسبة المشاركة 62%.وهذا الفوز سيمهد الطريق لاردوغان ذي الشخصية الكاريزمية البالغ من العمر 49 عاما ليصبح رئيس وزراء تركيا.وذكرت التقارير غير الرسمية أن حزب العدالة والتنمية فاز بحوالي 85 بالمائة من أصوات الناخبين الذين يحق لهم التصويت وعددهم عشرون ألف ناخب.وسوف يمثل هذا التطور ارتياحا لواشنطن ذلك لان حدوث تغيير في قمة السياسة التركية يمكن أن يؤدى إلى قيام حكومة أنقرة ببذل محاولة جديدة لتتقدم إلى البرلمان باقتراح تفويض يسمح بمرابطة حوالي 62 ألف عسكري أمريكي في شرق تركيا استعدادا لشن حرب ضد العراق. وكان فوز أردوغان في الانتخابات مؤكدا سلفا قبل إجراء الانتخابات.فقد قام أردوغان بحملة قوية، وفي الوقت الذي كان فيه الناخبون في طريقهم إلى صناديق الاقتراع كان هو في أنقرة لاجراء مناقشات مع السفير الامريكي. ووفقا للقانون التركي، فإنه ينبغي أن يكون رئيس الوزراء عضوا في البرلمان، وهكذا فإن الانتخابات الفرعية التي أجريت في سيرت تتيح لاردوغان رسميا تولى مقاليد السلطة. وكان قد منع من ترشيح نفسه في الانتخابات العامة في نوفمبر الماضي بسبب ادانته في وقت سابق بالتحريض الديني، لكن رغم هذا الحظر فاز حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه بأغلبية ساحقة في البرلمان. وقد نصب أردوغان شريكه السياسي عبد الله غول رئيسا للوزراء وبدأ الحزب بعد ذلك العمل على الغاء القيود القانونية التي تحظر على أردوغان ترشيح نفسه في البرلمان. ووفقا للنظام السياسي التركي، فإن أردوغان لن يتمكن ببساطة من تولى منصب رئيس الوزراء ولكن سيتعين عليه الانتظار حتى تستقيل الحكومة قبل أن يطلب منه تشكيل حكومة جديدة وهي خطة من المتوقع أن تتم في غضون الايام القليلة القادمة. وسوف يتيح تغيير الحكومة لاردوغان التخلص من الوزراء الذين تحدوا صراحة قيادته في التصويت الذي شهده البرلمان مؤخرا بشأن نشر القوات الامريكية في تركيا. يذكر أنه في الاول من مارس الجاري فشلت الحكومة بصورة محدودة للغاية في تمرير اقتراح التفويض بمرابطة القوات الامريكية في تركيا لكن تولي أردوغان منصب رئيس الوزراء وزيادة المخاوف في تركيا بشأن أهداف الجماعات الكردية العراقية سيعني احتمال نجاح أي محاولة جديدة لطلب موافقة البرلمان على السماح بمرابطة القوات الامريكية في البلاد. وبالاضافة إلى الازمة العراقية، سوف يجد أردوغان نفسه مضطرا للتعامل مع المباحثات الجارية التي ترعاها الاممالمتحدة حول جزيرة قبرص المقسمة ومع اقتصاد مازال يتعافى من أزمة مالية.