كدت السلطات الصحية الموريتانية أن فيروس الكونغو كريمي القاتل هو السبب في الحمى الفيروسية الوبائية التي نتج عنها حالات وفاة في العاصمة الموريتانية وتسببت في حالة من الذعر الشديد. وقال البروفسور بيدي لو مدير عام المركز الوطني للوقاية المسئول عن متابعة الاوبئة في موريتانيا في تصريحات صحفية إن فيروس الكونغو كريمي هو السبب في الحمى النزيفية التي سجلت منها سبع عشرة حالة من بينها خمس وفيات في مستشفى نواكشوط الرئيسي. وطمأن المسئول الصحي الموريتاني من أنه تمت السيطرة على الوضع مؤكدا أن حياة المرضي المصابين الذين يرقدون حاليا في مستشفي خاص تم إخضاعهم فيه للمراقبة الوبائية الدقيقة ليست في خطر. وقال البروفسور بيدي ان نتائج الفحص التي أجريت خارج موريتانيا أثبتت أن فيروس الكونغو كريمي المنتشر بشكل أساسي في آسيا والمكتشف في عام 1944 في جزيرة القرم بروسيا ينتقل عن طريق الاتصال المباشر بالمريض عبر الدم وبواسطة افرازات المصاب. وقال ان الوباء تمت السيطرة عليه على الرغم من سرعة انتشاره الكبيرة التي قالت منظمة الصحة العالمية في نواكشوط انها تنتقل بسرعة تزيد على 200 بالمئة. وكان سكان العاصمة الموريتانية قد عاشوا طوال الايام الثلاثة الماضية على أعصابهم وسط مناخ من الذعر والقلق الكبيرين مما دفع بالكثير من أرباب الاسر إلى الامتناع عن إرسال أبنائهم إلى المدارس والحد من الذهاب إلى الاسواق والاماكن العامة. ويذكر أن أطباء موريتانيين اعتقدوا في أول الامر أن عقار ارينات المسجل في بلجيكا قد يكون السبب في وقوع الوفيات خصوصا أن الضحايا استعملوا جميعهم هذا المضاد الحيوي لحمى الملاريا واسعة الانتشار في موريتانيا بعد أن وصف لهم للاشتباه في أن الحمى التي أصابتهم هي الملاريا. ولكن التحريات أثبتت أن الامر أخطر من ذلك حيث يتعلق الامر بوباء قاتل. وأشار المسئول الصحي الموريتاني إلى أن الاجراءات التي اتخذتها السلطات الصحية في موريتانيا مكنت من درء المخاطر والسيطرة على الوضع الصحي مؤكدا أنه لم يعد ثمة داع للقلق. ويعالج اثنا عشر مصابا بوباء حمى الكونغو كريمي حاليا في مستشفي الصباح للاوبئة في نواكشوط ويمنع ذووهم من الاتصال بهم.