اخذت الوجبة الشعبية (خبز التنور) للعودة مجددا الى موائد وسفر المنطقة بعد فترة بيات قليلة بعد عيد الاضحى المبارك الذي تغلبت اللحوم فيه على بقية الوجبات. وخبز التنور هو احد الاكلات الشعبية القديمة يصنع من البر الاسمر من نوع (المعية) ويحتاج الى نار قوية وموقد كفء عن طريق وضعه على (المقرصة) وهي حديدة بيضاوية الشكل سميكة المعدن بعد عجنه وخبزه ومكثه وقتا قبل الخبز ومن ثم يدهن بالزبد والهيل والسكر التي تخلط مع بعضها البعض ثم تدهن بها الخبزة او يتناول خاما كما هو. ويتراوح سعر الصاع من 60 ريالا الى 100 ريال بحسب المهارة والخبرة حيث يقمن بعمله طاهيات سعوديات متمرسات في منازلهن في حين تجد الكثير من الاسر صعوبة ومشقة في اعداده وتجهيزه ويتكون الصاع من 40 الى 45 خبزة في المتوسط. وكانت منازل القصيم الطينية قديما تصنع خبز التنور عن طريق (التنور) وهو المخبز الذي يصنع عادة من الفخار ويحاط بالطين من جميع جوانبه حتى لا يفقد الحرارة. وفكرة التنور شبيهة بفكرة المندي بيد انه مفتوح الفوهة العلوية حيث يوضع الخبز على جوانبه من خلال (الملزقة) وهي خوص مدور الشكل توضع عليه الخبزة وترش بقليل من الماء حتى يسهل انتقالها الى التنور. وبعد ذلك يشعل سعف النخيل عن طريق التنور وتقرب النار الى الخبزة حتى تصل الى اللون الاشقر وتتنفخ واذا نضجت اخرجت اما باليد او بقطعة قماش حسب قدرة المرأة الخابزة وتحملها الحرارة. وبات عدد من الاسر حاليا لا يستغني عن خبز التنور وكذلك عن (المراهيف) وهي شبيهة بخبز التنور الا انها اقل سماكة من خبز التنور حيث تقوم بتخزينها في الثلاجات ومن ثم تفصل به عن الخبز العادي في وجباتها.