تراجعت فرنسا عن تقرير سابق يرجح وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مسموما، فسربت أمس عبر مصادر التحقيق خلاصة الخبراء إلى أنه لم يمت نتيجة تسمم، لكن لأسباب طبيعية. ونقلت إذاعة «فرانس انتر» عن مصادر مشاركة في التحقيق قولها: إن الاختبارات التي أجريت على رفات عرفات أظهرت أنه «توفي نتيجة لتقدمه في العمر عقب إصابته بعدوى» وليس نتيجة للتسمم بمادة البولونيوم. ونقلت رويترز مقتبسا من نتائج تقرير لخبراء فرنسيين في الطب الشرعي سلم الى سها أرملة عرفات «نتائج التحاليل تسمح لنا باستنتاج ان الوفاة لم تكن نتيجة التسمم». وفور الكشف عن هذه الأنباء، أكدت اسرائيل إن التقرير الفرنسي الذي يستبعد فرضية وفاة عرفات مسموما «لم يفاجئها». وقال ييغال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس : «هذه ليست مفاجأة». وبذلك نفض الخبراء الذين كلفهم القضاء الفرنسي بالتحقيق في وفاة ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس، أيديهم من ملف وفاة عرفات، لتتحرر فرنسا من أية ضغوط اسرائيلية فتخيب آمال الفلسطينيين. ولم تشأ نيابة نانتير قرب باريس والمحامي بيار اوليفيه وكيل سهى عرفات زوجة الزعيم الراحل الادلاء باي تعليق عندما سألتهما وكالة فرانس برس. وقال خبراء سويسريون في الطب الشرعي الشهر الماضي: إن نتائج اختباراتهم على عينات أخذت من رفات عرفات تتسق مع التسمم بالبولونيوم رغم أنها ليست برهانا حاسما على انه مات بالسم. وكانت سهى عرفات رفعت في يوليو 2012 دعوى ضد مجهول بتهمة الاغتيال في نانتير بعد اكتشاف مادة البولونيوم المشعة على أغراض شخصية لزوجها. وأمر قضاة التحقيق المكلفون بهذا الملف بنبش جثة ياسر عرفات لأخذ عينات، وتم ذلك في نوفمبر 2012. ثم تم توزيع ستين عينة للتحليل على ثلاثة فرق من المحققين السويسريين والفرنسيين والروس، ليقوم كل فريق بعمله دون تواصل مع الفريقين الآخرين. ويبدو ان الخبراء توصلوا اليوم الى نتائج متباعدة. فعلى عكس الفرنسيين، أعلن السويسريون مطلع نوفمبر انهم يغلبون فرضية التسميم بعد ان وجدوا البولونيوم-210 بكميات اكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه، لكنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة كانت سبب الوفاة. وبعد كشف التقرير السويسري، طالب عضو القيادة الفلسطينية واصل أبو يوسف بتشكيل «لجنة تحقيق دولية بشأن مقتل الرئيس عرفات». أما اسرائيل فنفت من جهتها على الدوام ضلوعها في موت عرفات الذي توفي عن 75 عاما في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس.