خلص خبراء سويسريون من معهد لوزان للفيزياء الاشعاعية الى أنهم يرجحون وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات نتيجة تسممه بالبولونيوم. وحسب تقرير الخبراء الذي نشر على الإنترنت، مساء الأربعاء، قال: إن نتائج التحاليل لرفات عرفات "تدعم باعتدال الفرضية القائلة: إن وفاته كانت نتيجة لتسممه بالبولونيوم-210". وعثر العلماء المكلفون فحص عينات من رفات عرفات على مقادير تصل إلى 18 يسضعف المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع في تلك الرفاة ما يرفع إلى 83بالمائة نسبة الاشتباه في أنه مات مسموما بهذه المادة. وأفاد التقرير المكون من 108 صفحات والصادر عن المركز الجامعي للطب الشرعي في مدينة لوزان السويسرية بأن مقادير غير طبيعية من البولونيوم وجدت في حوض عرفات وأضلاعه وفي التربة الموجودة تحت جثمانه. وتابع التقرير "تم اجراء تحاليل سمية وسمية اشعاعية جديدة أظهرت نسبة عالية لم تكن متوقعة من البولونيوم 210 والرصاص 210 النشطة في العديد من العينات التي تم تحليلها". وتسلمت سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني نسخة من تقرير الخبراء السويسريين يوم الثلاثاء في باريس من محاميها سعد جبار بحضور عالم الطب الشرعي البريطاني ديفد باركلي الذي تولى شرح مضمونه. وقال باركلي: إن تلك النتائج تؤكد إن عرفات مات مقتولا عبر تسميمه بالبولونيوم. وأضاف أن "ما تم العثور عليه هو البندقية التي قتلته والدخان يتصاعد منها, ما لم نعرفه حتى الآن من كان ممسكا بها وقت حصول الجريمة". وبعد تسليم نتائج التقرير أكد الخبير البريطاني أن "معلوماته قوية" وأن "كافة النتائج أشارت إلى أن البولونيوم الذي عثر عليه في (رفات) عرفات كان أعلى من كل حالات التسمم السابقة " بهذه المادة, ما يعني حسب الخبير البريطاني "أننا أمام ما يمكن أن يكون اغتيالا". وأضاف إن البولونيوم المعروف بأن عمره ينخفض بمعدل النصف كل ستة أشهر "انخفض ليتساوى مع الرصاص" في رفات عرفات. وقال أيضا إنه بإمكان التحقيق الآن في "من كان له الدافع، وأتيحت له الفرصة" لقتل الزعيم الفلسطيني. سهى تتهم وقالت سهى عرفات : إن نتائج الفحص السويسري تظهر أن زوجها مات مقتولا وأن هنالك جريمة قد ارتكبت. مضيفة إن الخطوة التالية بالنسبة للمحققين الفرنسيين هي متابعة التحقيق للكشف عن القاتل. وتحدثت سهى باللغة الإنجليزية في موقف مشحون بالعواطف ٍقائلة بعد استماعها لشروحات باركلي عن مضمون التقريرٍ، قائلة إن "مرتكبي الجريمة جبناء، لأنهم لا يريدون أن يضعوا بصمتهم عليها، لكن إرادة الله شاءت أن يتم الكشف عنها بعد تسع سنين". وأضافت "تذكرت وضعه في أيامه الأخيرة في المستشفى, أخبرني أنه لا يخاف الموت، لكنه كان يفضل الموت في معركة".