اوضح صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل بن عبدالعزيز وزير الخارجية ان الاسابيع القليلة الماضية شهدت تحركات واسعة في العالم العربي لمواجهة القضايا التي تواجه الامة سواء موضوع العراق او القضية الفلسطينية او تصحيح الوضع العربي.وأكد سموه في اللقاء الصحفي الاسبوعى الذي عقده امس في قصر المؤتمرات بجدة ان القمة العربية ستعقد بمشيئة الله تعالى في موعدها المقرر في الاول من الشهر القادم بناء على الدعوة التي تقدمت بها البحرين والدعوة التي تقدم بها فخامة الرئيس محمد حسنى مبارك.. على ان تدمج في اجتماع دورى موحد لبحث ثلاث موضوعات رئيسية.وقال سموه: ان قيادة هذه البلاد لم تأل جهدا في التحرك وفق ما يحتم عليها انتماءها العربي والاسلامي وما تشعر به من مسؤولية في هذا الاطار حيث كانت هناك تحركات واسعة وعديدة من قيادة البلد واتصالات مستمرة مع قادة الدول الاخرى وكلها تنصب في اطار معالجة القضايا الرئيسية التي تواجه العالم العربي. واضاف سموه: ان تلك المجهودات لم تقتصرعلى الاتصالات فقط وانما وضعت قاعدة وهى المبادرة التي اعلنها سمو سيدى ولى العهد لتصحيح الوضع العربي واضفاء الجديد والمصداقية على العالم والعمل العربي المشترك. مؤكدا سموه ان هذه الجدية لن تأتي الا اذا تم الاتفاق على الا نقول ما لا نفعل واذا قلنا شىئا فلابد ان نلتزم به واذا اقر هذا المبدأ بما تشمله المبادرة على مبادئ اخرى لا تقل اهمية عن ذلك ومنها ضرورة ان تثبت العلاقات العربية بين بعضها على اصدق العرى واوثقها وليست على اضعفها وبالتالى على كل دولة ان تحسن اوضاعها بما فيها الاصلاحات التي تتطلبها حتى تكون الامة العربية غالبا تسهم اسهاما فاعلا ليست على مستوى العمل السياسى الدولى فحسب بل على مستوى الحضارة الانسانية في عالمنا وعهدنا الجديد. وعن موقف المملكة العربية السعودية تجاه المقترحات الالمانية الفرنسية التي عرضت على مجلس الامن خاصة أن المملكة بدا عليها نوع من التحفظ ولا تشجع على جهود فرنسا والمانيا لمنع الحرب أجاب سموه: نحن في الواقع لا نتعرض للدول.. نحن يهمنا المشكلة.. نحن نقدر المجهودات التي تبذل من كل الاطراف لايجاد حل سليم لقضية العراق ولكن هناك قضايا رئيسية تهمنا بشكل كبير أولها أن هذه القضية استمرت 12 سنة ونصف بما تبعها من ايذاء للشعب العراقي بشكل كبير.. شعب كان ينعم بمستوى معيشة من أعلى مستويات المعيشة في منطقة الشرق الاوسط وبلد كان يتقدم بخطى سريعة.. صحيح أن التغيرات والتحولات التي حصلت انما حصلت بسبب قرارات خاطئة من الادارة العراقية.. الحربان التي شملت الحرب على ايران واحتلال الكويت ولكن المأساة تبقى للانسان العراقى هم من أهم الهموم للمنطقة وضرورة انهاء هذا الوضع. وأضاف سموه قائلا: يهمنا وحدة واستقلال العراق وسيادته الاقليمية واستقراره الداخلى فأى اجراءات تتبع لا تؤدى الى هذه النتائج المرجوة اعتقد أنها تكون مضرة للموضوع والمقترحات التي تقدم في نظرنا يجب أن تعكس المشكلة العراقية برمتها ولا تنطلق من اعتبارات سياسية او خلافات بين الدول المعنية في مجلس الامن لان ذلك سيؤدى الى انقسام في مجلس الامن واعادة موضوع الاستقطاب في مجلس الامن واذا عاد هذا الاستقطاب الى مجلس الامن فستكون هناك كتلة تدعو الى كذا وكذا والدول دائمة العضوية منقسمة الى قسمين فهذا الامر يجعل فاعلية الاممالمتحدة ومجلس الامن تذهب ادراج الرياح ونعود الى ما كنا عليه أيام الاستقطاب الدولى. وأفاد سموه بأن كل هذه العوامل تجعلنا نركز على ما يجب ان يتخذه مجلس الامن من قرارات ومن اهمها وحدة مجلس الامن وفق ميثاق الاممالمتحدة الذي يدعو فيما يدعو اليه الى حفظ استقلال وسيادة الدول بقدر ما يدعو خاصة في القضية العراقية الى تنفيذ قراراته وفق المادة السابعة. وقال سموه: أمام هذا الواقع نحن في الحقيقة يزعجنا ان يكون هناك خلاف بين دول مجلس الامن حول تعريف مهمته تجاه قضية بهذه الدقة وهذه الحساسية خاصة ان الاعتبارات التي ذكرتها كل الاطراف يؤكدون عليها انهم يريدون وحدة العراق وسيادة العراق. واضاف سموه يقول: كيف يمكن ذلك ونحن نتفق على الاسس التي يجب ان يبنى فيها القرار ونختلف على الوسائل التي يجب علينا ان ننفذها في هذه القضايا. وأردف سموه يقول: ان اعتراضنا على الحلول المطروحة حتى الان هى من ناحية عمل عسكرى سريع ومن ناحية اخرى زيادة المقاطعة على العراق وزيادة المراقبين ووجود قوات اضافية للامم المتحدة تشرف على ذلك كله. وبين سموه ان العراق يواجه امرين اما القضاء عليه بضربة سيف سريع او خنق وكلتا الحالتين تؤدى الى نفس الطريق وهو الموت.. مشيرا سموه الى ان المنطقة والعراق لاتحتمل ان تبقى الامور متأزمة بهذا الشكل وضحيتها الشعب العراقى. وأكد سموه ان المنطقة تحتاج الى حل سريع يكون مبنيا على تنفيذ العراق لما يطلبه المفتشون تنفيذا سريعا وكاملا وانهاء المشكلة بالسرعة المطلوبة فالعراق اما عنده اسلحة دمار شامل او ليس عنده اسلحة دمار شامل واذا كان عنده اسلحة دمار شامل فليظهرها وتنتهى المشكلة واذا لم تكن لديه اسلحة دمار شامل فليستجيب لمطالب المفتشين وعندما يستجيب لمطالبهم بشكل كامل فنحن نتوقع ان تنتهى الازمة ويرفع الحصار عن العراق وتستقر الامور مؤكدا سموه ان الفرصة مازالت متاحة لحل سلمى للازمة العراقية. ودحض سموه ما كتبته صحيفة الواشنطن بوست الامريكية من ان المملكة سمحت للقوات الامريكية بالاستخدام الكامل لقاعدة الامير سلطان في الحرب ضد العراق وقال سموه: لم نصرح بذلك واعتمدت الصحيفة على شىء لم نصرح به رسميا وقد تكلمت في عدة مناسبات ان هذا الموضوع يعتمد على اتفاقية صفوان فقط. واكد سموه في هذا الصدد ان القوات الموجودة على ارض المملكة مهمتها تنفيذ قرارات الاممالمتحدة بشأن مراقبة الحظر الجوى المفروض على العراق. وردا على سؤال عن انعقاد القمة العربية في موعدها وسط اراء تعارض اقامتها ورؤية سموه عن الحرب ضد العراق وايجاد حلول سلمية قال سموه: بطبيعة الحال نحن سعداء ان موضوع النقاش حول انعقاد القمة قد انتهى والقمة ستعقد في موعدها في اول الشهر القادم لكن الامال عريضة واود ان اضع هذه الامال في اطارها. وقال سموه: نحن منظورنا في المملكة العربية السعودية وهذا ما اكده المقترح الذي تقدم به سمو ولى العهد انه اذا لم يكن هناك اتفاق على المصداقية والجدية واننا اذا قلنا فعلنا والا نقول الا ما نقرر ان نفعله اذا لم يكن هذا هو الطابع في التعامل مع الاجتماعات العربية فلن تكون ملبية لطموحات شعوبها ولا امال قادتها ومن هذا المنطلق نحن نأمل ان يكون هناك اقرار للمبادئ التي تقدم بها سمو ولى العهد لضمان هذه الجدية كما نتطلع الى قرارات معالجة لطموحنا في ايجاد حل سلمى للقضية العراقية وحل سريع لقضية فلسطين. وعن اجتماعات دول عدم الانحياز وتصريح رئيس وزراء ماليزيا بالتلويح لاستخدام سلاح البترول لمنع الضربة على العراق وايجاد الحلول السلمية قال سمو وزير الخارجية: ان المملكة العربية السعودية لا تعد البترول سلاحا بل هو مورد يستخدم في اطار القضايا الوطنية والقومية وبالتالى لا نفهم التلويح بهذا الامر في ظرف نحن نسعى فيه الى حلول سلمية ولان العلاقات الدولية تكون علاقات تعاون وليست علاقات مواجهة وعلاقات مبنية على المصالح المشتركة وليست مبنية على استخدام الامكانيات في كل بلد لمحاربة بلد اخر بشكل مقاطعات. وعن نتائج مفاوضات الجانب السعودى والجانب الامريكى فيما يتعلق بشركات استثمار الغاز وهل هناك ضغوط على الحكومة السعودية قال سموه: اذا كان في صالحنا فلماذا نحتاج الى ضغوط هذا اولا.. وثانيا الشركات التي تقدمت بعروضها ليست شركات امريكية انما هى شركات اختيرت من قبل المملكة في صناعة الغاز وهى افضل الشركات الموجودة ووضعت في مجموعات ثلاث وقدمت عروضها وكانت هناك مفاوضات طويلة موضحا ان المشروع ضخم وسيعالج بدقة من الجانبين لان الموارد المسخرة له موارد كبيرة. وتابع سموه يقول: وكما تعلم ان المملكة تقدمت بمقترح اخير قدمته للشركات وهناك ردود ايجابية من الشركات واستفسارات عن بعض النصوص الموجودة فيها والمرحلة القادمة حتى تكون مرحلة مباحثات بين الطرفين للاجابة عن الاستفسارات التي قدمتها الشركات الا ان العرض الذي تقدمت به المملكة وجد القبول المبدئى من هذه الشركات. وتوقع سموه في هذا الصدد ان تكون المباحثات الاتية بالسرعة والجدية المطلوبة وستفضى الى اتفاق بين الجانبين. وردا على سؤال عن الاصوات الشعبية المعارضة للحرب والمطالب الشعبية للقمة العربية لمنع الحرب بشكل او بآخر رحمة بالشعب العراقى وليس بالنظام العراقى وعن وجود رؤية للقمة العربية القادمة لممارسة ضغوط عربية على الدول الموافقة على الحرب بغية خروج العراق من مأزق الحرب اشار سمو الامير سعود الفيصل الى ان الدول العربية لها مسؤوليات محددة في هذا وكلها اعلنت معارضتها لحل عسكرى واصرارها على الحل السلمى لان هذا افضل الحلول. وأكد سموه أن القرار ليس كله بيد الدول العربية انما ينطلق بارادة الحكومة العراقية في الاستجابة للمفتشين. وقال سموه: نحن نحاول ان نسهم في الحوار القائم في نيويورك على اساس ان تراعى هذه العوامل في اى قرار يتخذ ولا يكون هناك استعجال للدخول في الحرب قبل ان تستنفذ كل الوسائل والطرق لايجاد حل سلمى وهذه الزوايا كلها نأمل ان يتمكن مؤتمر القمة من معالجتها وان يغطى الموضوع من جميع الجوانب. وحول سؤال عن القمة الاسلامية التي دعت اليها قطر وموقف المملكة من ذلك قال سموه: في رأينا ان القمة العربية ستتناول موضوع العراق بشكل رئيسى. مضيفا سموه: ان العالم الاسلامي مؤيد للموقف العربي تجاه العراق وقد حصل تشاور في كوالالمبور على موضوع القمة ورؤى انه لايزكيها الان في الظروف الحالية والعالم الاسلامي نحن ملمون به وموقفه مؤيد للدول العربية. وفي سؤال عن طلب سموه اعطاء مهلة للدول العربية في حالة دنو ساعة الصفر وبدأت الحرب ماذا ستفعل الدول العربية قال سموه: نريد الفرصة قبل ساعة الصفر الساعة الحادية عشرة .. لكن المجهود هو تجنيب العراق الحرب وأى فرصة يمكن ان تستغل في هذا الاطار لابد ان نستغلها وحتى الفرص الاخيرة مهمة. وأردف سموه قائلا: وامر الحرب والسلام ليس بالامر البسيط والتعجل في هذا الموضوع مسؤولية كبرى على من يتعجل به وبالتالى الاسلم للجميع ان يبذلوا قصارى جهدهم لتجنب الحرب وليس تسهيل وتمهيد الطريق للعمل العسكرى. واكد سموه ان البقاء على الوضع الحالى غير مجز وأن من مصلحة الامة العربية بوجه عام والعراق على وجه الخصوص تجنب الحرب التي ستجلب الويلات للمنطقة. وقال سموه: منطقتنا تعانى الان قرابة ستين سنة من قضية فلسطين و12سنة ونصف من قضية العراق وآن لهذه المنطقة ان ترى شيئا من الاستقرار لا نريد ان تستمر المشكلة العراقية لسنين مقبلة ولكن الحل المطلوب الذي نتوخاه كلنا هو الحل المبنى على الالتزام بتنفيذ الشرعية الدولية وبالطرق السلمية. وحول سؤال عما اذا كان لدى الرأى العام العربي مخاوف من ان العرب يحملون العراق المسؤولية في حين ان المطلوب من الولاياتالمتحدة الامريكة ان تكف عن التلويح بالحرب قال سموه: الجانبان مهمان ولاشك في ان الاستجابة للمفتشين ليست من مسؤولية الولاياتالمتحدةالامريكية بل من مسؤولية العراق لكن مسؤولية الولاياتالمتحدة كعضو في مجلس الامن ودائم معنى بالسلام في المنطقة ان تكون معنية بالسلام ليس بالحرب.. الحرب تأتى في اطار المادة السابعة من الميثاق عندما لا تنفذ القرارات فمن البديهى تجنب ذلك سيكون عن طريق تنفيذ القرارات والاستجابة لمطالب المفتشين. وفيما يتعلق بما تناولته احدى المجلات المتخصصة في السياسة من ان كبار القادة والسياسين يدركون ان الاطماع في العراق ما هى الا اطماع نفط واعادة صياغة خريطة المنطقة قال سموه: نحن لاندخل في النوايا ونظريات المؤامرات هذه متروكة للمجلات والصحافة ماشاء الله توافينا بما يكفي من التحليلات في هذا الاطار لكن حرصنا ان تبقى العراق موحدة ومستقرة وذات سيادة كاملة على اراضيها ومواردها وهذا ما نعمل من اجله ومن يتوخى انه يستطيع ان يسيطر على موارد بلد مثل العراق فهذه تخيلات واوهام فالعراق لديه شعب ودولة حضارية لها الاف السنين في المنطقة مشددا سموه قائلا: ان الذي يتوقع انه يستطيع ان يستثمر هذه الامكانيات بدون ارادة الشعب العراقى فهو واهم. وحول سؤال عن وجود وساطة عربية تذهب للعراق من القمة العربية افاد سموه بأن العراق ستكون حاضرة القمة واعتقد انه لابد ان يكون هناك وفد مخول من الرئاسة في العراق على العموم لا استطيع ان اتنبأ بما ستصل اليه القمة من قرارات في هذا الشأن.