كنت اترقبها رغم بعد المسافات بيني وبينها.. كنت افتش عنها بين زوايا اوراقي.. اتشوق ان اراها واداعب احساسها الشفاف كنت اتحرى عنها، خبر يفرحني ويحرك مشاعري لم التق بها قط.. كنت اتلهف لرؤيتها كشوق النهار للشمس والقمر لليل امسك براحة يدها ألمسها احرك فيها نبض الامل ازرع فيها بذور التفاؤل. كنت احاول ان اقطع تأشيرة الذهاب اليها الا ان الظروف حالت دون ذلك. المسافة شاسعة لكنها حاضرة في القلب التمس حضورها في اعماق افكاري التي ترسم لي شريطا من الذكريات وكأنها قريبة مني اتصورها تلك الوردة اليانعة المتفتحة التي تحمل البراءة والابتسامة تخترق شفتيها وتداعب مشاعرها الحالمة كأنها تلك الفراشة التي تحلق في عالم يزهو بكثير من الامنيات تتراقص مع احلامها في وسط ذلك العالم الا ان الزمن لم يمهلها تحلم وتحلم فجعل اوراقها الوردية تنقلب الى اوراق لتتساقط الاحلام الورية وتصبح غير قادرة على ان تنطق كلمة واحدة او تحرك جسدها الذي توقف عن الحركة اضحت مشلولة على السرير الابيض غارقة في الامها وحزنها العميق تبحث عمن يمسح دموعها وينسيها وحدتها وغربتها ويعوضها عن الحرمان الذي افتقدته في رحلتها المليئة بالالم ونبراتها الحزينة التي يكسوها اليأس كنت اتمنى ان اصل اليها وأحتضهنا بكل ما احمله لها من حنين وشوق فياض الا ان محاولاتي الكثيرة ضاعت رغم جهدي في الوصول اليها. مشاعري مدفونة في اعماق قلبي وصورتها مطبوعة في خيالي وفي فكري. بحر يحول بيننا حاولت وحاولت الا ان القدر لم يمهلها حال بيني وبين رؤيتها ولو مرة واحدة كان اسرع مني تلقيت الخبر كصاعقة على قلبي كزلزال هزكياني جعلني جامدة في مكاني لم احرك ساكنا لقد رحلت نعم رحلت (مها) في صمت ولم تترك في هذا العالم الا صورة من صور المعاناة الانسانية التي ما زالت موجودة في عالمنا الغريب. @@سارة عبدالله سراير الدمام @ من المحرر: كان يمكن لهذه الحكاية ان تكون قصة ببعض الجهد والتفاصيل والبعد عن العاطفة القوية. ولكن نشجع تلك البداية الصادقة.