أبدت مجموعة من المتقاعدات سعادتهن بنظام التقاعد المبكر ورغبتهن في استمرار العطاء في مجالات أخرى حيث ذكرت أم محمد العسكر (28 سنة خبرة في مجال التعليم): يفترض أن نترك المجال لغيرنا ونبدأ انطلاقة جديدة للطاعة والعبادة وحفظ القران الريم بالإضافة الى الشعور بالحرية والتفرغ لرعاية الأولاد فقد مضى أكثر العمر. تفرغت لآشياء أخرى واضافت فايزة باصفار(21 سنة خبرة) للحياة متع اخرى وقد وجدت في التقاعد فرصة للمارسة هواياتي وتفرغت لأشياء آخرى لم أكن استطيع القيام بها كصلة الرحم وتربية الابناء ومتابعتهم ورعاية شئون المنزل. مجرد فرصة اما أم عمار الفارس (24 سنة) فقالت: الفكرة كانت مجرد مزحة ثم استخرت الله تعالى وفكرت وأقدمت على التقاعد وبعد اسبوع فقط شعرت بالراحة. وقد حصل زوجي على التقاعد هذا العام أيضا مما كان دافعا لي وقد استطعنا خلال شهر رمضان الذهاب الى مكة لأداء العمرة سويا ودون ارتباط بمواعيد الدوام والازدحام , وأفكر الان في الانضمام لإحدى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم لأحفظ الأمهات الكبيرات بالرغم من أنني افتقدت طالباتي الصغيرات (الأول الابتدائي) وحو العمل ولكنني لا أجد وقتا فارغا لعدم وجود عاملة منزلية. ناد للمتقاعدات أم عبد الله: نتمنى انشاء ناد تلتقي فيه المتقاعدات اما أم خالد فقالت: التقاعد مهم من أجل الأبناء ولأن لدي طفلا يحتاج الى رعاية خاصة في العام الثالث من عمره فقد قررت التقاعد وعدم تركه للخادمة بعد ان ظلت ترعاه لمدة سنتين من عمره بالرغم من تحسنه بعد التحاقه بمركز طبي للتأهيل. ملتقى للمتقاعدات موضي محمد الشريم مديرة الابتدائية السابعة بالدمام قالت: أتمنى ان يقام ناد تحت مظلة ادارة التعليم ليصبح ملتقى للمتقاعدات لتبادل الخبرات حتى تستفيد منها إدارة التعليم فحتى الآن لم يتم توثيق خبرات المتقاعدات ممن لهن تجارب معينة في الإدارة والتعليم , وأتمنى ألا نكتفي بالتكريم , وعن نفسي أتمنى إذا تقاعدت ان ينظر لي من جهة ولاة الأمر في التعليم بطريقة ايجابية وأن أحتضن بطريقة اخرى كنوع من رد الجميل للعطاء السابق. وفكرة النادي بسيطة فتحت اشراف ادارة التعليم يمكن اقامة العديد من الندوات وتبادل الخبرات وعقد اللقاءات المتنوعة بين المتقاعدات والمستجدات من مديرات المدارس في تجمهر تربوي تعليمي , ويحزنني كثيرا اللقاء بزميلة عمل (متقاعدة) كل سنتين او ثلاث مرة واحدة وهذا مؤلم للغاية. من خلال النادي يمكن تكريم المتقاعدات سنويا بحيث يكون للنادي طاقة إدارية مخصصة تحتضن هذه المناسبات وتصنف المتقاعدات وتبرز مدى تعاونهمن وتفاعلهن في الانتاج اللغوي والأدبي والتربوي وإصدارها في كتب تستفيد منها إدارة التعليم لأنها خبراتنا نحن وليست خبرات أجنبية. كما يمكن اطلاق مشاريع كبيرة من هذا النادي: منها مشاريع للبر والخير ومحاضرات اجتماعية (لحل السلبيات الموجودة في المجتمع) وانشاء عيادة أسرية لحل مشاكل الطالبات والأسر بوجه عام. ومساهمة الطالبات في النادي فالموهوبات والمتميزات يكون لهن قسم خاص وتعقد لهن ندوات خاصة. اتمنى بحق أن ينظر لهذا الاقتراح بعين الاعتبار. ما زالت لدينا طاقات نرغب الا تهدر والا تضيع سدى خاصة وأنها توجت بسنوات خبرة مديدة في الميدان التربوي. ومن ناحية الدوام فيكون على فترتين صباحية للمتقاعدات ومسائية للطالبات الموهوبات والمتميزات مع بعض المتطوعات من الموظفات صباحا لإدارة النادي. بودي ان أرى هذا النادي يخرج الى أرض الواقع بوجود من يتبنى هذه الفكرة وينميها. الخطوة الثانية الاهم وعن الحياة بعد التقاعد تحدثت أنيسة الشريف مكي قائلة: أنصح الموظفة التي ترغب في التقاعد المبكر التفكير بجدية في الخطوة التالية بهد حصولها على التقاعد المبكر , خاصة ان الحاصلات على التقاعد المبكر صغيرات السن أكثرهن يتقاعدن وهن في الأربعين او دونه خاصة من كانت بداية عملهن بعد كفاءة معاهد المعلمات, وبعد عشرين عاما يحصلن على التقاعد المبكر بناء على طلبهن في العام الأول تكون كالفراشة تطير في أرجاء المنزل وقد تحررت من قيود الروتين الوظيفي ومن المعركة الصباحية اليومية مع الأولاد والسرعة في الاستعداد للذهاب للمدرسة قبل التوقيع تحت الخط الأحمر خاصة وأن بداية الدوام الرسمي للبنين والبنات واحدة مما يسبب الإرباك للأم الموظفة وبالأخص عندما تكون هذه الموظفة ادارية , مديرة او مساعدة او مراقبة ناهيك عن المسؤوليات الأخرى كانهاء المناهج مع ضمان هضم الطالبات للمواد وضمان حصول نتائج عظيمة ونسب نجاح عالية و وتربية النشء التربية الكاملة من الناحية التربوية والعلمية , والنفسية وتقويم السلوك وتهذيب الوجدان وهذا يترتب عليه يقظة وانتباه وحرص وحضور روحي وفكري تام لأنها امانة وغير ذلك من الأمور التي يتطلبها العمل , ارتباطات وارتباطات والمخ يعمل ويعمل , والقرارات تحتاج الى امعان فكر ونضوج ووعي وكل هذه الفواتير تصرف من خزينة هذا المخ العجيب , والمسئوليات جسام , واصغر خطأ في التربية والتعليم تترتب عليه آثار سلبية بل كوارث انسانية والعقل لا يكل ولا يمل كعقرب الساعة في أوقات الدوام وفي غير اوقات الدوام ولن اتطرق لمسؤوليات البيت والزوج والأولاد فهذا عالم آخر , في البداية كما ذكرت تشعر المتقاعدة بالراحة الفكرية والجسدية ، ولكن للأسف بعد هذه الفترة يغزو الممل هذه الدنيا الحالمة الجديدة , ولا يلبث الفراغ الكبير أن يداهم تلك السعادة المؤقتة و والطامة الكبرى إذا لم يستغل هذا الفراغ استغلالا مفيدا فأن العواقب ستكون وخيمة لا قدر الله , من دوامة عمل كبيرة الى ركود مميت ، لذا يجب قبل شروع الموظفة والاقدام على طلب التقاعد التفكير فيما يلي: 1/ كيفية قضاء الوقت المتبقي بعد استقطاع الجزء الكافي للاهتمام بالبيت والأطفال اما بالنسبة للعمل التعبدي فلا يقارن بالأعمال الأخرى فهو الأول والأخير وهذا وقته. 2/ لابد من التخطيط قبل التقاعد لمشروع حيوي اجتماعي تعيش فيه المتقاعدة لأن الموظف أو الموظفة الذي اعتاد على الحياة الاجتماعية ربع قرن أو أقل او أكثر يموت عند مفارقة وسطه كالسمك الذي يفارق الحياة عند انتشاله من وسطه المائي خاصة من تعشق المهنة, مثلي وتجد فيها متعة وإفادة واستفادة حتى مع المشقة والصعوبات لكنني وللظروف الخاصة الملحة طلبت التقاعد المبكر. 3/ المساهمة في الأعمال الخيرية بالانضمام للجميعات الخيرية كعضوات فاعلات من أهم المشاريع التي يجب ان تفكر فيها المتقاعدة ان أجرها في الآخرة يفوق بمراحل أجر الدنيا وليست هناك مقارنة. 4، اتمنى لو كانت هناك مشاريع من صميم العمل التربوي يستفيد منها المجتمع وتكون فيها الخبرة سيدة الأعمال , وجهات الاحتصاص اتمنى أن تهيء هذه المشاريع وتنظمها لتستفيد منها بناتنا اللاتي تسلمن الراية بعدنا , والخبرة في التربية والتعليم كما يعرف الجميع هي الحجر الصلب والقواعد والأعمدة التي يقوم عليها بناء الشعوب والأمم والحضارات ، فلا يجب الاستهانة بها , الإدارة فن والتعليم رسالة , والعلم فريضة , ونشره امانة وواجب ديني , والمتقاعدات كنز خبرة ومعرفة , وخسارة فادحة إذا لم تستغل هذه الخبرة و ولا اعتقد انه توجد أي معارضة من أي متقاعدة لو طلب منها ذلك بل سترحب بكل حب ورضا ولكن حبذا الإسراع حتى لاتصدا الذاكرة مع طول المدة وعدم الاستعمال. 5/ أعتب على الجهات المعنية التي عاشت حياة المتقاعدات الطويلة ودورهن العظيم الذي ترك بصمة لا تمحى وتخريج اجيال للوطن الغالي معظمها سجلت وتسجل بالنور في جبين التاريخ تشهد بذلك اعمالهن العظام في المجتمع القيادية التربوية والمعلمة القديرة والطبيبة , وفي كل المجالات الحيوية العلمية والعملية اهنئهن واهنىء نفسي بهن وأدعو لهن بالتوفيق على الدوام واعتب على هذه الجهات التي تنسى إشراك المتقاعدات في المناسبات الكثيرة السنوية التي تقيمها وآسف لذلك. 6/ بالمناسبة من الضروري جدا ان تكون هناك نواد نسائية تسهم في حل الفراغ الاجتماعي للمتقاعدة يضم شريحة المثقفات لتبادل الأفكار والآراء , ولتعود المتقاعدة لحياتها الاجتماعية وتتجدد أفكارها وتحيا قبل أن تموت أوتتحول مضطرة من معلمة ومربية وموظفة لها دور كبير في المجتمع الى مشاركة في الزيارات الكثيرة التي لا داعي لا ولا هدف منها. هذه وجهة نظري علي أكون قد أصبت وأرجو السماح في حالة الخطأ ولكل إنسان وجهة نظر.