لم تركن المتقاعدة فوزية الحازمي للكسل، بعد أن قدمت عصارة جهدها وأفنت سني عمرها لخدمة العلم والتعليم في مدارس جدة، فأثناء حفلة التكريم التي نظمت لها مع عدد من رفيقاتها بمناسبة انتهاء خدمتهن، كانت تشرح لزميلتيها بحماس المشروع الذي تعتزم دخوله في الأيام المقبلة. وتقول الحازمي ل «الحياة»: «على رغم أني خدمت في التعليم 26عاماً إلا أن عطائي لا يزال مستمراً، ولن أبخل بأي فكرة تفيد وطني ومجتمعي، ولا أعتبر التقاعد مملاً، بل أعتزم بدء حياة عملية جديدة، تكسر روتين الوظيفة، وسأسعى لتحقيق أهداف أخرى خاصة بأسرتي ولنفسي». وترى المتقاعدة وداد سالم أن العمل لا يتوقف على وظيفة معينة، مشيرة إلى أن الناس في الدول المتقدمة يعتبرون التقاعد مجرد تغيير في موقع العمل فقط، فيما يظل الفرد في شغل دائم وإنتاج الى آخر يوم في حياته، بل يعدون التقاعد مفتاحاً للخروج من دوامة الروتين، والبدء بمشروع جديد يفيد الشخص ذاته، بعد أن اكتسب العديد من الخبرات، ويفتح له آفاقاً واسعة. أما انتصار حسين فتقول: «لا يعني تقاعدي بعد 21عاماً من العمل أن عطائي سيتوقف، فلا زلت مكلفة بمتابعة المدارس بعد تقاعدي، ووضعنا خطة تربوية لإنشاء مراكز إعلامية في المدارس، وسيستمر التواصل فيما بين الأجيال»، موصية المعلمات في مضمار العمل بالإخلاص في أداء رسالتهن، واحتواء الطالبات، ومطالبة من المتقاعدات أن لا يشعرن بالانكسار، إذ بإمكانهن العطاء إلى آخر يوم في حياتهن من أي موقع. وقالت خديجة بابقى: «لا يزال لدي الحماس والعطاء بعد التقاعد، وسأضع الخطط والبرامج التي بداخلي وأوصلها للمسؤولين لتستفيد منها الأجيال القادمة». وطالبت مديرة الإشراف في جنوب شرقي جدة نجاة عطاس بإنشاء مقر استشاري في التربية والتعليم تديره الكفاءات من المتقاعدات،ليفدن المجتمع من خلاله. وأيدتها المتقاعدة فائقة الشريف، مشيرة إلى أن تأسيس لجنة للمتقاعدات في مبنى إدارة التعليم في جدة مفيد، ليستثمرن أفكارهن، لاسيما وأن غالبيتهن من الكفاءات، ويتمتعن بالخبرة. وترى مديرة مكتب إشراف وسط جدة فايزة هون أن المجتمع بحاجة لكل فرد ليساند في مسيرة التنمية والعطاء. وقالت : «يجب أن نتعاون مع المتقاعدات كخبيرات ومستشارات في أي صرح تعليمي لنكتسب من خبراتهن، فالكثير من المدارس الخاصة تستعين بخبرات المتقاعدات لتطوير الأفكار».