في السبعينات كذب الرئيس نيكسون على الشعب الامريكي واخفى معرفته بفضيحة تجسس على الحزب الديموقراطي اودت به للاستقالة بعد ماكشف صحفيان في صحيفة الواشنطن بوست عن الواقعة التي عرفت وقتها بفضيحة وترغيت.. وفي الثمانينات كذب الرئيس الجمهوري رونالد ريجان واحتمى بضعف ذاكرته عندما دوت فضيحة ايران كونترا والتي خرقت فيها الحكومة الامريكية حظر الكونغرس على الاسلحة لثوار نيكاراغوا ونفذ عسكريو البنتاغون بقيادة الضابط آلي نورث عملية تمويل للثوار من صفقة اسلحة لايران.. اسقطت صحافة التحري نيكسون بينما اسقطت مجلة الشراع اللبنانية بعملها الصحافي الانفرادي الرئيس ريجان وذهب آلي نورث وبويندكستر كيشي فداء للرئيس وللحزب والسبب ان وسائل الاعلام الامريكية لم تكن صاحبة الكشف: والشراع مجلة عربية مغمورة علاوة على ان نجومية ريجان ومحاباة الاعلام له كخطيب مغوه وقدم تسهيلات غير عادية لنمو وسيطرة وسائل الاعلام الامريكية خارج امريكا.. وفي التسعينات كذب الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون في فضيحة (مونيكا) المدوية وتبنت وسائل اعلام اليمين حملة اقالته من الرئاسة على الرغم من ان الحادثة شخصية ولم تكن تلاعبا بمصالح الشعب او استغلالا للنفوذ.. واكتفت الصحافة عند حد الاضرار بصورة الحزب الديموقراطي دون ان تواصل في طريق ازاحة كلينتون والذي كان قريبا من انهاء فترته الرئاسية.. وهذا فعلا أضر كثيرا بالديموقراطيين وعزز حظوظ الجمهوريين في الوصول للبيت الابيض والسيطرة للمرة الاولى على مجلسي الشيوخ والكونغرس. الاعلام الامريكي اليوم بتحالفه مع صقور اليمين في برنامج الحرب على الارهاب من غير المتوقع ان يدخل في مواجهة مع الرئيس بوش وصقور الحرب الذين تلاعبوا بالرأي العام في امريكا بمعلومات مضللة وشرعوا لقوانين تتعارض وحقوق المواطنة والدستور تحت مظلة التخويف الامني في حالة واحدة من الممكن للاعلام ان يتخلى عن اليمين الامريكي في حملته على الإرهاب والحرب على العراق اذا ما جاءت هذه الحرب بنتائج مدمرة للاقتصاد الامريكي ولمصالح المجموعات التجارية الكبرى التي تحكم الاعلام الامريكي النافذ.. وفي كل الاحوال قد يضحي الاعلام الامريكي التجاري بصقور اليمين فيما اذا تحرك الشارع الامريكي بقوة نحو فكرة الحرب على الارهاب والتي قد لاتضر بالرئاسة وبالجمهوريين وانما قد تضرب مصالح مجموعات الاعلام النافذة والتي يبدو انها الآن تتخوف من الانسياق وراء مشروع الساسة في واشنطن.. فمجموعة امريكا اون لاين وتايم دورنر صاحبة رأسمال 265 بليون دولار تواجه خسائر كبيرة اليوم في السوق الامريكية كل شيء وارد في الاقتصاد الامريكي الذي دوما ما يقود التحولات لصالحة بشكل او بآخر وبالاخص عندما يتخلى الاعلام عن مسئولياته.