في البدء اود الاشارة الى ان الشباط الذي اريد الحديث عنه لا يمت باية صلة حسب علمي لاديبنا الكبير عبدالله بن احمد الشباط، فهذا الشباط الذي نقدمه للقارىء الكريم اديب تونسي ربما لا يكون معروفا في مشرقنا العربي، لكنه يتمتع بشهرة كبيرة في ادب شمال افريقيا وخاصة لدى المهتمين بتاريخ الادب التونسي. وهو الى جانب اهتمامه بالادب وخاصة الشعر له اهتمامات اخرى بالتاريخ والهندسة، وهو من مواليد تورز بتونس المعمورة، نشأ وتعلم وعمل في مسقط رأسه الى ان ولي القضاء فيها، ثم قدم الى العاصمة تونس ليكون من معلمي واعلام جامعة الزيتونة، وقد استقر في محل سكناه الكائن بنهج القعادين بالزنقة المسماة باسمه الى الآن. وقد تولى ابن الشباط تقسيم المياه بين الغابات، ووضع لهذا الغرض مخططات اعجب بها مهندسون غربيون عندما شاهدوا الجداول والسواقي التي اختطها لهذه الغاية (والفضل ما شهدت به الاعداء) وكان والده وهو من اعلام تونس ايضا يردد على مسامعه دائما هذه الابيات:==1== اذا اظمأتك اكف اللئام==0== ==0==كفتك القناعة شبعا وريا فكن رجلا رجله في الثرى==0== ==0==وهامة همته في الثريا==2== ويسمى ابن الشباط بالمصري مع انه لم ير مصر قط، ولكن جده لابيه عاش في مصر ثم عاد ليستقر في تورز. وما دفعني للكتابة عن ابن الشباط بيتان قرأتهما له يلخصان ما نعانيه من ادعياء الفصاحة، الذين اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بانتاجهم الادبي الذين يظنون انهم اتوا بما لم تستطعه الاوائل، وهو في حقيقته هراء في هراء. يقول ابن الشباط لافض فوه:==1== ليس الفصاحة الفاظا مسجعة==0== ==0==ولا قريضا غدا بالوزن مشتهرا بل الفصاحة معنى رائق بهج==0== ==0==يكسوه لفظ بهي يشبه الدررا==2== فاين هي الدرر في معظم ما يقدم للقارىء على مائدة الادب التي اصبحت حافلة بمختلف الانواع والاشكال من الاطعمة الفاسدة، المضرة بصحته وبذائقته الادبية؟ بقي ان نعرف ان ابن الشباط هذا عاش في الفترة من سنة 618 الى سنة 681 هجرية. رحم الله ابن الشباط ورحم الفصاحة معه.