وسعت رسالة أسامة بن لادن الهوة بين أوروبا وواشنطن بعد أن نفى زعيم تنظيم القاعدة وجود أي رابط بين تنظيمه وحكومة بغداد بل على العكس فقد كفر ابن لادن الحكومات الاشتراكية والتي تعتبر حكومة صدام حسين منها. واعتبر المراقبون أن الرسالة التي بثت ليل الثلاثاء الماضي دفعت الموقف الأوروبي إلى الأمام في رفضه الهجوم المحتمل على العراق، في الغضون التي كانت إدارة الرئيس بوش تقلب الوقائع من خلال التصريحات الإعلامية لكبار المسؤولين فيها حيث أشارت إلى أن الرسالة تعكس وجود علاقة بين نظام الرئيس العراقي وتنظيم القاعدة. لكن بغض النظر عن التفسيرات الأوروبية والأمريكية للرسالة فان ثمة تساؤلات حول مغزى إطلاق ابن لادن هذه الرسالة في هذا الوقت لاسيما ان واشنطن تتهمه بالوقوف وراء الهجمات الجوية على واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر 2001. وفي تصريحات خاصة، قال الإعلامي العربي جمال إسماعيل: انه بالنظر إلى موضوع الرسالة وهي رسالة موجهة ل(إخواننا المسلمين في العراق) كما قال أسامة وبالنظر إلى الوضع الدولي وما يواجهه العراق من خطر حرب أشهرت سيوفها وزادت حدة التوتر بشكل كبير هذه الأيام فإن توقيتها جاء في هذا السياق لإعطاء دفعة جديدة للشعب العراقي ولكل القوى المناهضة للهيمنة الأمريكية ولإعطاء تحذير للأمريكان ومن يعينونهم في المنطقة والعالم. وقبيل الكشف عن الشريط الأخير لأسامة بن لادن كانت دوائر استخبارية أمريكية تتحدث عن تهديدات قد تنفذها الخلايا النائمة في تنظيم القاعدة تطال أهدافا في داخل الولاياتالمتحدة والجزيرة العربية حيث يتواجد آلاف الجنود الأمريكيين ، وتعتقد تقارير استخبارية غربية أن شريط ابن لادن هو بمثابة صافرة البداية لهذه الخلايا للقيام بعمليات ضد أهداف غربية في الجزيرة العربية. ويقول الإعلامي جمال إسماعيل الذي كان أجرى مقابلة مع أسامة ابن لادن في وقت سابق: اعتقد أن ما يسمى بالخلايا النائمة لم تكن بحاجة إلى هذه الرسالة كي تنشط والمتابع لما يجري يعلم أن هذه الخلايا بدأت تنشط وتقوم بأعمال قبل بث الرسالة بأسابيع عديدة، وما حدث في الكويت من إطلاق نار هو إشارة واضحة إلى هذا التوجه من قبل أنصار ومؤيدي بن لادن في المنطقة، والشباب المؤيدون للشيخ أسامة ابن لادن يعتقد أنه صدرت لهم أوامر بعدم الاستسلام لقوات الأمن إن هي أرادت اعتقالهم بل والاشتباك مع قوى الأمن وقت الضرورة حتى لو أدى ذلك إلى قتال رغم عدم رغبتهم في فتح جبهة حرب جديدة وصدام مباشر مع الأنظمة الحاكمة وقواها وأجهزتها الأمنية وإنما يسعون إلى أن يكون الهدف من أعمالهم العسكرية وهجماتهم حتى الآن هو التواجد الغربي في المنطقة. وردا على سؤال حول اعتقاده بأن رسالة زعيم القاعدة عادت بالفائدة على العراقيين من خلال تقوية موقف أوروبا المعارضة للغزو الأمريكي؟ قال إسماعيل إن واشنطن لم تبرز حتى الآن أي دليل على وجود رابط بين القاعدة والعراق وما قاله ريتشارد باوتشر الناطق باسم الخارجية الأمريكية بعد كلمة بن لادن: بهذه الرسالة يثبت بن لادن انه والعراق متفقان على عداء امريكا وهذا يثبت وجود صلة بينهما. اذا كان هذا هو المنطق فإن أمريكا تقول للعالم إن كل من ينتقدها أو يعارضها هو متواطئ مع القاعدة وهذا يعني أن نصف الشعب الأمريكي إن لم يكن اغلبه متواطئ مع القاعدة لأن هذه الغالبية معارضة ومنتقدة للسياسة الأمريكية. يذكر أن جمال اسماعيل كان مراسلا للجزيرة في افغانستان ، وقيل إنه استقال منها احتجاجا على أسلوبها في إدارة العمل وما سماه التلفيق في معالجة الموضوعات التي تبثها على الهواء. اسماعيل خلال مقابلته مع أسامة بن لادن