صنع الاهلي قبل ايام قلائل انجازا فريدا من نوعه عندما حقق لقب بطولة الاندية العربية الموحدة الاولى على كأس الامير فيصل بن فهد رحمه الله التي استضافها نادي اتحاد جدة. وهذا الانجاز التاريخي الذي حققه الفريق الاهلاوي للمرة الاولى منذ 65 عاما هي العمر الفعلي لهذا الكيان الكبير الذي تأسس عام 1357ه لم يأت من فراغ او محض الصدفة وانما جاء نتيجة عمل منظم ومدروس شارك فيه مجموعة اطراف عملت ليلا ونهارا من اجل اعداد الفريق بالشكل اللائق والمشرف الذي يتناسب مع حجم الحدث العربي. ولو استعرضنا مراحل اعداد الفريق (البطل) لوجدنا فيها الكثير من المتغيرات فهذا الفريق الذي حقق بطولة الصداقة الدولية السادسة في بداية الموسم الرياضي الحالي اثر فوزه على فريق مارتيمو البرتغالي في المباراة النهائية 1/2 بالهدف الذهبي شق طريقه بقوة في مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد تحت 23 سنة وتمكن من الوصول للنهائي الا انه لم يوفق في المحافظة على لقبه الذي كان بحوزته لعامين متتاليين وخسر امام الاتفاق 4/3. خسارة الاتفاق بداية الانهيار وكانت تلك الخسارة التي منى بها امام الاتفاق بعد ان كان فائزا الى ما قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق بداية الانهيار للفريق الذي لم يستطع لاعبوه استرجاع الثقة بانفسهم قبل مشاركتهم الخارجية ومواجهة الاهلي الاماراتي في الدور الثالث من البطولة الآسيوية ليخسروا مباراة الذهاب التي اقيمت بدبي 3/2 الامر الذي صعب من مهمتهم في لقاء الاياب وما بين تلك المباراتين تعاقدت الادارة الاهلاوية برئاسة احمد المرزوقي مع السنغالي ماما ديالو والدولي عبدالله الواكد الا ان الاخير لم يتمكن من المشاركة لعدم اكتمال جاهزيته الفنية في حين لم يقدم الاول الاضافة المطلوبة لخط المقدمة واثبت منذ الوهلة الاولى انه مقلب شربه الاهلاويون. وكانت مباراة الاياب امام الاهلي الاماراتي بمثابة القشة التي قصمت ظهر الفريق حيث فشل في المحافظة على تقدمه بهدفين نظيفين ليخسر بالتالي المباراة والتأهل بعد انتهائها بالتعادل 2/2 وبعد هذا الخروج المرير وغير المتوقع عاود الفريق نشاطه المحلي واستهل مشواره في مسابقة الدوري بخسارة كبيرة امام الشباب قوامها 4/2 وبعد هذه الخسارة توقع الكثير ان تحدث مفاجآت في اروقة النادي. استقالة المرزوقي وتكليف ابو داود وما توقعه الكثير حدث حيث قدم رئيس اللنادي احمد المرزوقي استقالته من منصبه الى جانب بقية اعضاء مجلس ادارته ليجتمع اعضاء شرف النادي وبالتالي الموافقة على قبول استقالة المرزوقي وتكليف الدكتور عبدالرزاق ابو داوود بتولي المهمة وهذا التغيير الاداري كان له وقع ايجابي حيث تحسنت عروض ونتائج الفريق واستطاع تحقيق جملة من الانتصارات الا انه عاد وخسر آخر ثلاث مباريات قبل المشاركة في البطولة العربية نتيجة تخبطات المدرب البلجيكي ديمتري الذي اثبت انه لا يملك في جعبته ما يقدمه للفريق. اقالة ديمتري واسناد المهمة لايليا ولكون الوضع بات في غاية الصعوبة ولابد من تداركه قبل الدخول في معمعة البطولة العربية قررت ادارة النادي اعفاء المدرب ديمتري من مواصلة المشوار واسناد المهمة لمساعده ايليا بمساعدة المدرب الوطني يوسف عنبر اللذين قبلا المهمة رغم قصر الفترة واجريا عدة تعديلات على تشكيلة الفريق وطريقة اللعب. التعاقد مع بدره ولمباركي ورغم اقتراب البطولة من ساعة الصفر وازدياد قلق الجماهير لعدم تعاقد الادارة مع لاعبين اجانب لدعم صفوف الفريق باستثناء وجود المحترف المصري محمد بركات الا ان ادارة الدكتور كانت واثقة من عملها وما تقوم به تجاه النادي واكدت انها لا ترغب في التسرع في التعاقد مع اللاعبين الاجانب حتى لا تقع دروب الزلق مرة اخرى لتأتي بعد ذلك اللحظات الحاسمة ويقع اختيارها على اثنين من افضل اللاعبين في الملاعب العربية احدهما المدافع الدولي التونسي خالد بدرة والثاني المهاجم الدولي المغربي بوشعيب لمباركي. وجاء التعاقد مع هذا الثنائي بمثابة ضربة معلم حيث تمكن هذان اللاعبان من حل مشكلة الدفاع والهجوم التي كان يعاني منها الفريق بكل اقتدار. الطريق نحواللقب العربي ولان الاهلاويين يدركون ان الطريق لن يكون مفروشا بالورود بل وعرا وشائكا نحو الوصول الى ملامسة الكأس الغالية فانهم لعبوا جميع مبارياتهم على انها مباريات كؤوس لامجال فيها للتفريط وهذا ما مكنهم من تسجيل سبعة انتصارات متتالية بدأوها بالحسين الاردني في الدور الاول من البطولة واختتموها بالفوز التاريخي على الافريقي في المباراة النهائية الذي منحهم بكل جدارة واستحقاق لقب البطولة العربية. ايليا مدرب الاهلي فريق الاهلي