توالت الاحداث الدراماتيكية داخل النادي الاهلي خلال الاسبوع الماضي والذي قبله حتى بلغت ذروتها ولولا حنكة وخبرة رجالاته المخلصين الذين ظهروا في الوقت المناسب وتداركوا الاوضاع السيئة التي يعيشها النادي بصفه عامة وفريق كرة القدم على وجه الخصوص لتحول بين ليلة وضحاها من نار الى رماد ومن بعبع مخيف الى حمل وديع. ان ما قام به اعضاء شرف الاهلي المخلصون الذين ضمدوا الجراح الغائرة بعد ان اكتشفوا الداء ووصفوا الدواء لم يكن من باب الشفقة وانما من باب الواجب الذي يحتم عليهم الوقوف الى جانب ناديهم وانتشاله من ازمته التي كادت تعصف بفريق كرة القدم تحديدا وتؤدي الى عالم المجهول رغم المشاركات المنتظرة على المستوى المحلي والعربي. فبعد الاستقالة التي تقدم بها احمد المرزوقي رئيس النادي السابق نتيجة ظروفه الخاصة التي اوجزها في خطاب الاستقالة الذي سلمه لرئيس هيئة اعضاء الشرف الشيخ عبدالخالق سعيد لم يحتج الاهلاويون سوى 24 ساعة فقط ليعلنوا بعدها عن الرئيس الجديد الذي سيقود دفة النادي خلال الموسم الحالي حيث رشحوا بالتزكية استاذ العلوم السياسية ورئيس قسم الجغرافيا بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرزاق سليمان ابو داؤود الذي سبق له تمثيل الفريق الاهلاوي والمنتخب الوطني في الستينات واوائل السبعينات الميلادية قبل ان يحظى بشرف رئاسة النادي عام 1985/84م وحقق معه الفريق في تلك الفترة بطولة مجلس التعاون الخليجي. ومما لا شك فيه ان اختيار رئيس ناد بحجم الدكتور ابو داؤود سيعيد الاستقرار لجميع فرق النادي خصوصا انه رياضي ولديه الخبرة الكافية لتسيير امور ناديه بالشكل المطلوب. ولو عدنا قليلا للوراء للتعرف على اسباب الاحداث الساخنة التي طغت على السطح الاهلاوي لوجدناها متشبعة ولكن تظل الخسارة امام الاتفاق في نهائي مسابقة كاس الامير فيصل بن فهد بداية الشرارة التي اشعلت الفتيل فيما بعد, فالفريق كان مهيئا لنيل لقب البطولة عطفا على ادائه الثابت والكبير الذي قدمه في الدور الاول والدور نصف النهائي واعتماده على مجموعة من اللاعبين الذين سبق لهم تمثيل المنتخب الوطني امثال المشعل والسويد والمحمدي والشهري والجيزاني ووليد عبدربه الا انه ظهر بصورة مهزوزة خصوصا في الشوط الاول الذي خسره بهدفين ورغم اصلاح الخلل في الشوط الثاني وتقدمه بثلاثة اهداف لهدفين حتى قبل النهاية بدقيقتين الا انه فشل في المحافظة على تقدمه ليخسر المباراة بالهدف الذهبي بعد ان تمكن الاتفاقيون من تسجيل هدفين وهذه الخسارة التي لم تكن في حسبان الاهلاويين القت بظلالها على أروقة النادي وأثرت نفسيا على اللاعبين الذين كانت تنتظرهم مهمة وطنية صعبة تتمثل في مواجهة الاهلي الاماراتي في اياب الدور الثالث من دوري ابطال آسيا بعد ان خسروا موقعة الذهاب بفارق هدف 2/3 ورغم ان الفريق كان بحاجة للفوز بهدف وحيد لضمان بلوغ الدور الرابع من البطولة الاسيوية الا انه فشل في ذلك مع انه تقدم بهدفين قبل ان يدرك الضيوف التعادل. وهذه الخسارة والخروج المرير من البطولة القارية كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير حيث تبادل الاهلاويون الاتهامات فيما بينهم فمنهم من حمل اللاعبين الخسارة ومنهم من نسبها الى المدرب ديمتري ومنهم من اتهم الطرفين معا. اما الجماهير فقد ضربت كفا بكف وابدت غضبها ازاء الوضع السيئ الذي يمر به فريقها الذي بدوره فقد بطولتين كانتا في متناول اليد في خلال خمسة ايام. ان مازاد الامور تعقيدا الخسارة الثقيلة التي مني بها الفريق امام الشباب الذي لعب بعدد من العناصرة الشابة في مستهل مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين حيث تسببت في استقالة رئيس النادي احمد المرزوقي وكذلك فقدان الثقة في المدرب ديمتري ومطالبة الجماهير بمحاسبة اللاعبين المقصرين. عموما الان وبعد ان هدأت العاصفة واستقرت الامور الادارية بصفة رسمية بقي الدور على المدرب واللاعبين الذين بحاجة لاعادة الامور الى نصابها واسترجاع هيبة فريقهم ومصالحة جماهيرهم التي لن يهدأ لها بال حتى تشاهد فريقها في طليعة الفرق. ديمتري فريق الاهلي