يقع سوق الخميس الشعبي بالجهة الجنوبية الشرقية لمحافظة النعيرية ويعود تاريخ انشاء السوق الى ما يقارب (30) عاما حيث اكتسب هذا السوق شهرة واسعة بالمنطقة الشرقية ويقصده الكثير من الزوار الذين يتجولون بداخله ويتنقلون بين بسطاته لمشاهدة ما يعرض فيه من منتجات يدوية وغيرها من المعروضات داخل السوق. فمع اشراقة شمس كل خميس يجد السوق اقبالا شديدا من الاهالي والزوار ويزداد الاقبال كثافة في موسم الربيع لوجود المتنزهين في بر النعيرية سواء من اهالي المنطقة الشرقية أو من المناطق الاخرى او حتى من الاخوة الخليجيين من قطروالكويت والامارات الذين اعتادوا في مثل هذه الايام على القدوم الى محافظة النعيرية وزيارة هذا السوق خاصة بعد توافق اجازة طلاب المدارس بهذه الدول مع اجازة طلاب المدارس بالسعودية كما يتوافد على السوق الكثير من السياح الاجانب من جنسيات مختلفة الذين يعملون في الشركات المنتشرة في الجبيل والخبر والظهران والدمام وينظمون رحلات الى محافظة النعيرية وزيارة السوق وفي الاسبوع الماضي زاره وفد مكون من 120 سائحا من شركة ارامكوا السعودية بالظهران وتجولوا في اقسام السوق المختلفة. (اليوم) قامت بجولة داخل السوق وتنقلت بين بسطاته لتعريف القراء بما يحتويه السوق. سوق النساء الشعبي يعتبر سوق النساء الشعبي من اشهر الاسواق الشعبية في السعودية وعندما كان وفد من الهيئة العليا للسياحة موجودا الاسبوع الماضي اعتبر السوق من اشهر ثلاثة اسواق بالسعودية واكتسب السوق شهرة واسعة من خلال ما يعرض بداخله من منتجات يدوية تراثية تباع باسعار رمزية. ويعتبر السوق منظما وهو على شكل (بسطات) مصنوعة من شبوك حديدية وضعت فوقها اشرعة قامت البائعات باصلاحها على حسابهن الخاص ويقدر عدد (البسطات) باكثر من 100 بسطة تمتد بشكل طولي بحوالي 70 مترا تقريبا ويتولى عملية البيع بالسوق نساء كبيرات بالسن يأتين من محافظة النعيرية ومن بعض المراكز القريبة منها ويبدأ البيع مع طلوع الشمس وحتى مغيبها وعلى الرغم من القسوة التي يعانينها من شدة الحر في الصيف وشدة البرودة في الشتاء وطول فترة بقائهن بالسوق التي تمتد لاكثر من 12 ساعة يوميا الا ان مكافحة المراة في النعيرية وصبرها وتضحيتها ساعدها على تحمل هذه القسوة والاستمرار في هذا العمل الشريف طيلة 25 عاما. تقول احدى البائعات: نبيع في السوق الاشياء التراثية التي نعملها بايدينا خاصة ما يستخدم للابل مثل الشداد المصنوع من ليف النخل والخشب وهو ما يوضع على ظهر الابل قبل ركوبه والخرج المصنوع من صوف الاغنام ويوضع على جانب الابل كوسيلة لحمل الاشياء و الشمايل والمراير والجنايب وكلها تستخدم للابل كما نقوم بعمل الصميل ونصنعه من جلد الاغنام لخض الحليب به ليعطيه طعما متميزا كما نقوم بعمل الاقط والسمن البري واكثر الاشياء التي نبيعها هو ما يستخدم للابل وفي موسم الربيع يجد السوق اقبالا من المواطنين ومن زوار المحافظة من المنطقة الشرقية ومن دول الخليج الذين يقبلون على شراء الاقط والسمن واما السياح الاجانب فهم مشغوفون برؤية وشراء الاشياء المصنوعة يدويا ويقومون بالتقاط صور لها وفي الاسبوع الماضي اشتروا مني 20 برقعا بدويا. محمد سالم الرشيدي من دولة الكويت يقول: قصدت المجيء للسوق لشراء الاقط والسمن قبل نزول الامطاروظهور العشب حيث يطيب طعمها بعد ان تكون قد اكلت من الربيع واسعارها مناسبة ولم تختلف كثيرا عن السابق ويعجبني في السوق ان مختلف الجنسيات ترتاده عربية وغير عربية وهذه ليست المرة الاولى التي ازور فيها السوق فقد اعتدت كل عام في مثل هذا الوقت على زيارته. سوق الرجال ويشمل سوق الرجال 200 بسطة تقريبا في مساحة مستطيلة الشكل بطول 100 متر وعرض 70 مترا وتباع فيه جميع المستلزمات الرجالية والنسائية وملابس الاطفال على مختلف انواعها وكذلك الاواني المنزلية كما يوجد بداخله بسطات للعطارة واللوازم الشعبية ويجد السوق اقبالا كبيرا من اهالي النعيرية الذين يفضلون شراء حاجاتهم من هذا السوق نظرا لرخص البضاعة الموجودة فيه خلال هذه الايام مع وجود زوار المحافظة من جميع المناطق ومن دول الخليج على الرغم من وجود سوق حديث متطور داخل النعيرية الا ان السوق الشعبي لا يزال رواده يفضلونه على غيره واكثر زبائن هذا السوق من النساء وتقوم هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمتابعة المتسوقين داخل السوق خاصة في الاماكن المزدحمة. سوق الغنم يقع سوق الغنم في مساحة مكشوفة بطول 150 مترا وعرض 100 متر ويتوافد عليه الكثير من الجلاب الذين يجلبون معهم انواعا من الاغنام من مناطق بعيدة ومختلفة من اشهر المناطق التي يجلب منها الغنم الى السوق حفر الباطن وتباع بالسوق انواع كثيرة من الاغنام من اهمها النعيمي والعربي والنجدي. ويقول عبدالله مبارك ان اكثر ما يباع في السوق من الغنم والذي يجد اقبالا هو النعيمي نظرا لقلة امراضه وطيب لحمه ومن ثم العربي والنجدي كما ان اسعار الاغنام ارتفعت هذه الايام بسبب هطول الامطار وظهور العشب الذي تأكل منه الاغنام بدلا من العلف والشعير وكذلك عيد الاضحى وكثرة المتنزهين في بر النعيرية الذين يأتون الى السوق لشراء ما يحتاجونه من اغنام فالخروف النعيمي قبل شهرين كان يساوي 350 ريالا والآن 450 ريالا ويباع الاربعاء والخميس ما يقارب 3000 رأس من الغنم. واثناء جولتنا بالسوق كان المواطن عودة الحيدري من اهالي المدينةالمنورة يمسك بخروف نجدى ويقول اتيت للسوق لشراء اضحية للعيد وانا اقوم الآن ب(جس) الخروف لمعرفة هل هو طيب ام لا من خلال الشحم الموجود في ظهره حيث اقضي عيد الاضحى في ربوع النعيرية. سوق التمور ويوجد في السوق حوالي 60 بسطة لبيع انواع من التمور وهو ملاصق لسوق الرجال واشهر انواع التمور التي تباع فيه الخلاص والسكري حيث يجلب اليه البائعون واغلبهم من اهالي الاحساء انواعا من التمور يومي الاربعاء والخميس والتي تشتهر بها محافظة الاحساء. ويقول احد البائعين ان اكثر التمور طلبا ومبيعا هو الخلاص وهو المرغوب في المنطقة الشرقية ويأتي من بعده السكري الذي تشتهر به منطقة القصيم وان اسعارها تختلف حيث يتراوح سعر كيلو الخلاص بين 20ريالا وحتى 50 ريالا ومع كثرة زوار السوق في هذه الايام نبيع ما يقارب 100 الى 150 كيلو جراما في اليوم الواحد واغلب زبائننا هذه الايام من المتنزهين والزوار. سوق الزل ويعرض في هذه الساحة مجموعة من مفروشات الزل ذات الصناعة الوطنية وبعض المفروشات المستوردة من ايران وتركيا بمقاسات واشكال متعددة وكذلك الفرش وبطاطين وبعض مستلزمات غرف النوم بانواعها المختلفة واغلب الباعة من الجنسية الافغانية. سوق الحمام ويشكل الشباب في هذا السوق نسبة كبيرة من مرتاديه ويباع فيه انواع من الطيور والارانب والدجاج. ويقول احد الشباب: نأتي الى السوق بعد صلاة الفجر مباشرة جالبين ما نريد بيعه في هذا السوق واغلب ما يباع فيه الحمام ولهذا سمي بسوق الحمام وتوجد جميع انواع الحمام الشماسي والقطمي والبلجيكي والعادي الذي يصل سعر الزوج منه الى 20 ريالا وافضلها هو البلجيكي. جانب من سوق الخميس