دعا مدير المتحف اليهودي في برلين، وزير الخزانة الأمريكي السابق دبليو. مايكل بلومنثال أمس السبت إلى التزام الهدوء بالنسبة للتصريحات المعادية لألمانيا التي أدلى بها وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الأسبوع الماضي. وقال بلومنثال في حديث أنه يتعين على الجانبين "التقليل من أهمية هذا الأمر". وقال أنه من الحماقة تشبيه الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش بأدولف هتلر كما أنه من الحماقة الجمع بين ألمانياوكوبا وليبيا. وقال بلومنثال المولود في برلين عام 1926 والذي كان عضوا في إدارة الرئيس جيمي كارتر الديمقراطية "إن رامسفيلد معروف عنه بأنه يتحدث أولا ثم يفكر". وأضاف بلومنثال "أنه يتحدث كثيرا ونحن الأمريكيين في حاجة لان نضربه على أصابعه من حين لآخر أيضا". وقال أن التصريحات المثيرة للجدل لم تكن فقط غير ملائمة وتتسم بالوقاحة، بل كانت أيضا غير صحيحة. يذكر أن رامسفيلد سئل يوم الاربعاء الماضي أثناء إدلائه بشهادة في إحدى جلسات الكونجرس في واشنطن عن نوع المساعدة التي يمكن أن تتوقعها إدارة بوش في إعادة أعمار العراق بعد الحرب. وقال رامسفيلد للجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس النواب "هناك ثلاث أو أربع دول قالت أنها لن تفعل شيئا. وأعتقد أن ليبيا، وكوباوألمانيا هي الدول التي أشرت إلى أنها لن تساعد في أي مجال". وقال بلومنثال "في الحقيقة، أوضحت الحكومة الألمانية لشعبنا أنها سوف تشارك وسوف تساعد. ولا يمكن أن يكون دون رامسفيلد لم يحط علما بذلك. وبوسعه أن يسأل البيت الابيض في أي وقت من الاوقات". ذكريات دونالد من جهة أخرى ما زالت مارغريت رامسفلد (85 عاما) مستاءة من الانتقادات التي وجهها أخيرا قريبها وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد الى المانيا و"القارة الأوروبية العجوز" وأثارت زوبعة وهي تقول "كان ظريفا اكثر في الماضي". وتعود آخر زيارة قام بها رامسفلد الى "فايهي زودفايهي" مسقط رأس اجداده في شمال المانيا الى العام 1976. وقالت العجوز "بعث رسالة قبل عامين ليؤكد لنا بانه ما زال يتذكرنا". وقد خاب امل مارغريت بدونالد فقالت "لقد اصبح مسنا وقاسيا" باعتباره ان العلاقات بين المانياوالولاياتالمتحدة "تسممت" وان فرنساوألمانيا من دول القارة الأوروبية العجوز او بوضع المانيا بحسب وسائل الاعلام على مستوى كوبا وليبيا بسبب موقفها من الأزمة العراقية. وتتذكر مارغريت جيدا المرة الأولى التي التقت فيها برامسفلد في العام 1972 كان يقود سيارة فولكسفاغن مستأجرة. وكان تبادل أطراف الحديث صعبا جدا معه لانه لم يكن يتكلم سوى الإنكليزية ومارغريت الألمانية لان أجداد رامسفلد هاجروا إلى الولاياتالمتحدة في 1866. وتمكنت مارغريت من التحدث مع رامسفلد خلال زيارته الثالثة والأخيرة لألمانيا في 1976. وكان رامسفلد اصبح في حينها وزيرا للدفاع في عهد الرئيس الأمريكي جيرالد فورد وكان برفقة مترجم. وقد اغلقت قوات الامن البلدة للسماح لهذا الضيف المهم بتذوق وجبة لذيذة لدى "اقربائه الألمان" مارغريت وزوجها الذي توفي فيما بعد. ولا تأمل مارغريت بلقاء وزير الدفاع الأمريكي مرة أخرى حتى وان كان رامسفلد يقوم بانتظام بزيارت رسمية لألمانيا مثل مشاركته في نهاية الأسبوع في المؤتمر الدولي حول الأمن في ميونيخ (جنوب). واختتمت بالقول في حال جاء لزيارتي "أؤكد لكم بأنه لن ينسى ما سأقوله له".