ان القانون هو لغة واحدة في العالم مهما تعددت واختلفت الثقافات والانظمة فهو يسعى الى العدل وتحقيق الرفاهية الانسانية، كما ان الهدف هو الرقي بالجنس البشري والمحافظة على حقوقه وهذا ما تدعوا اليه الشريعة الاسلامية التي تنبذ وتحارب الارهاب ولا تقره، فاذا وجد من يخالف هذه القاعدة فهو شاذ والشاذ لا حكم له. ان السلام والامن هو مطلب ضروري لكل الانسانية جمعاء وان دورنا كمختصين هو التأكيد على ان القانون الوسيلة الفعالة والاسلوب الامثل لان يكون لغة السلام والامن والاستقرار، كما ان القانون وعلى مر العصور هو ارث عظيم تناقلته الاجيال واسهمت فيه كل حضارة بما جادت به اقلام مفكريها وفقهائها، واصبح مصدرا عظيما وارثا مشاعا لكل حضارات العالم ولكل انسان على هذه البسيطة. فحري بنا ان نتعامل مع هذا الارث بما يليق به وان نستثمره لخير الانسانية وان نغرس فيه نبتة الامن والسلام والمحبة لتنمو جيلا بعد جيل. كما لا ينبغي لنا ان نسمح لكل من يحاول تحييد هذا الارث الكبير والانكفاء على النفس ورفض الانفتاح على الغير. كما ان المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة تسعى دائما لاعطاء صورة مشرفة عن هذا الارث الكبير والمتمثل في الشريعة الاسلامية وابراز احكامها التي تهدف الى سعادة الجنس البشري وتأكيد حقوقه. كما ان المملكة واحدة من الدول العربية والاسلامية التي تسعى الى السلم وتدعو له وتحافظ على الامن والاستقرار الدوليين وذلك لايمانها بان افضل الحلول في المنازعات الدولية هي الحلول السلمية. ولم تقف في ذلك عند حدود التنظير بل ان لها لمساتها الواضحة والعملية هذا المجال، والتي لا يتسع المقام لذكرها. وحرصا من المملكة على الاسهام في الدور الذي تقوم به محكمة التحكيم الدائمة وبناء جسر من التواصل والتفاعل معها في مختلف قضاياها فقد قامت المملكة باختيار ممثليها لدى محكمة التحكيم الدائمة وقد تشرفت بان اكون من ضمن هؤلاء الاربعة لتمثيل المملكة مع زملائي وهم: * القاضي صالح بن عثمان الصالح، القاضي ابراهيم بن سليمان الرشيد، الدكتور عمر ابوبكر باخشب. واننا اذ نتمنى ان نسهم في تجسيد رغبة المملكة في هذا التواصل فاننا نطمح لان نكون سفراء للسلام والعدل والتعريف بانظمتنا التي تتفق مع سماحة الشريعة الاسلامية الصحيحة. السادة الحضور اسمحوا لي ان اتقدم اصالة عني ونيابة عن فريق التحكيم السعودي بالشكر الجزيل مرة اخرى لمن عمل على انجاز الكتاب الذي يتحدث عن هذه المناسبة، واننا اذ نشكر كل من ساهم في اخراج هذا العمل الى حيز الوجود، فاننا نأمل ان يستمر التعاون بيننا لنكمل هذه المسيرة النباءة التي بدأناها سويا لخدمة الجنس البشري، مع تمنياتي للجميع بالتقدم والتوفيق دائما.. * كلمة سموه أمام محكمة التحكيم الدائمة في هولندا