لم ينجح خطاب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أمام مجلس الأمن في التأثير على قوى المعارضة الرئيسية داخل مجلس الأمن، حيث عبرت كل من فرنساوروسيا أمس الخميس عن عدم اقتناعهما بما اعتبره أدلة تم تقديمها. ففي بنغالور بالهند حيث يقوم بزيارة إلى هناك.. اعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران ان فرنسا لم تغير موقفها حول العراق وهي لا تريد الحرب، وذلك غداة الخطاب الذي القاه وزير الخارجية الامريكي كولن باول في الاممالمتحدة.. وقال رافاران بعيد وصوله الى بنغالور (جنوبالهند) حيث بدأ زيارة : ليس هناك اي تغيير في الموقف الفرنسي، لا يوجد اي تغيير على الاطلاق.. وأضاف نريد ان يعمل المفتشون (الدوليون لنزع الاسلحة) جيدا في العراق مؤكدا نحن لا نريد الحرب. واوضح نعتقد ان هناك وسائل اخرى من اجل تدمير الاسلحة غير الحرب التي هي فقط الخيار الاخير. وفي باريس تطابقت وجهات نظر الطبقة السياسية الفرنسية بان وزير الخارجية كولن باول لم يقدم في خطابه الذي القاه امام مجلس الامن الدولي في نيويورك، الادلة التي تفرض شن حرب ضد العراق. واعتبر السكرتير الاول للحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند ان الادلة لم تقدم وبالتالي لا يمكن تبرير اللجوء الى القوة. وقال : بالرغم من ان الخطاب كان باهرا في الشكل والمضمون فهو لم يتضمن عناصر لدعم الفرضية الاميركية. واقر هولاند موقف فرنسا الداعي الى تعزيز عمليات التفتيش ودعم المفتشين كي يذهبوا بعيدا في مهمتهم. اما الان جوبيه، رئيس اتحاد اليمين الحاكم، فقال : لا نستبعد اي حل ولكن نعتقد اننا لم نصل الى نهاية الطريق. يجب اعطاء المفتشين على الارض الوسائل التي تمكنهم من مواصلة عمليات التفتيش لان وزير الخارجية الامريكية لم يقدم كما تبين ادلة مقنعة تماما حول خرق العراق لالتزاماته. واعتبر انصار البيئة (الخضر) ان العناصر التي قدمها كولن باول تعطي اسبابا اضافية لمواصلة مهمة التفتيش التي تقوم بها الاممالمتحدة طالما انه يجب التحقق من هذه العناصر. واعتبر رئيس الحركة من اجل فرنسا فيليب دو فيلييه ان العرض الامريكي قد فشل.. وقال : ان كولن باول اخفى الاسباب الحقيقية للتدخل العسكري الامريكي. فهي ليست مرتبطة بالارهاب ولا باسلحة الدمار الشامل. ان الامر يتعلق بعملية استعمار العراق. وحده المرشح السابق للرئاسة الفرنسية الآن مادلين دافع عن تدخل عسكري ضد العراق. وقال ان : القرارات الدولية ال17 التي لم يحترمها العراق تضفي بكل وضوح على صدام حسين شبهة المتهم. البرلمانيون الروس يشككون وفي موسكو لم يقنع العرض الذي قدمه وزير الخارجية الامريكي كولن باول حول العراق البرلمانيين الروس الذين طلب بعضهم امس الاربعاء ايضاحات مفصلة حول هذه المعلومات. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية ديمتري روغوزين في البرلمان الروسي ان على روسيا ان تشدد على ان تكون الوقائع التي تضمنها التقرير (تقرير باول) موضع دراسة مفصلة وعلى ان يتحقق المفتشيون الدوليون العاملون في العراق منها ايضا. وشكك روغوزين ايضا فيما قاله باول حيال كمية الاسلحة النووية التي يمتلكها العراق معتبرا انه من المستحيل اخفاء نصف مليون طن من العناصر الكيميائية. واضاف لوكالة انترفاكس انا متفاجىء بكون المتفشين لم يكتشفوا هذه الترسانة مع العلم خصوصا ان هذه المعلومات متوافرة منذ بضع سنوات كما قال باول. ومن ناحيته، اعتبر نائب رئيس المجلس الفدرالي الروسي فاليري جوريغلياد انه من المحتم ان الامريكيين لم يقدموا ادلة دامغة. وقال لو كانت عندهم ادلة تتمتع بصداقية بان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل لكان عليهم ان يعلنوا عنها منذ زمن طويل. اما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الفدرالي ميخائيل مارجيلوف فقال : انه مهما كان الامر فان من الخطأ الرد على تهديد محتمل بحرب حقيقية. شكوك طوكيو تتزايد وحدها اليابان التي أعربت عن تزايد شكوكها تجاه العراق بعد الخطاب، فقد اعتبر رئيس وزرائها جونيشيرو كوازومي أمس الخميس ان الشكوك المتعلقة بالترسانة العراقية تزايدت بعد خطاب باول أمام مجلس الامن. وقال امام لجنة شؤون الميزانية في البرلمان الياباني ردا على سؤال لاحد النواب، ان الشكوك المتعلقة بوجود برنامج لاسلحة الدمار الشامل (في العراق) قد تزايدت. واوضح بعد ان استمع الى الخطاب من طوكيو ان على اليابان نتيجة لذلك ان تتصرف بطريقة مسؤولة بوصفها حليفا للولايات المتحدة وعضوا في الاسرة الدولية. وألمح تقريبا الى ان اليابان ستدعم استعمال القوة موضحا ان العراق يملك المفتاح لمعرفة ما اذا كان يمكن حل هذه المشكلة بطريقة سلمية ام لا. وقال ايضا انه سيطلع باهتمام على التقرير الجديد الذي سيقدمه رئيس المفتشين الدوليين في العراق هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بعد زيارتهما الى العراق نهاية هذا الاسبوع. وتعليقا على وجهات النظر المتباينة والرافضة على وجه الخصوص.. اعتبر مسؤول امريكي كبير مساء امس الاربعاء انه من المبكر جدا تقييم التأثير الكامل والعالمي الذي تركه خطاب وزير الخارجية الامريكي كولن باول امام مجلس الامن الدولي. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته انه لا يجوز بنوع خاص اعطاء تفسيرات لما قاله ممثلو الدول الاعضاء في مجلس الامن بعد خطاب باول. واضاف : بوضوح، كان الامر يتعلق بملاحظات معدة سلفا قبل خطاب وزير الخارجية. واوضح ان معظم اعضاء مجلس الامن اعلنوا بوضوح انهم سيدرسون ما قدمه باول والمعلومات التي تضمنها خطابه. ..وفي الخلفية ما اعتقده باول دليلا