عزيزي رئيس التحرير اعتقد اننا بحاجة الى الارتقاء بالوعي لدى الشباب بصفة عامة في جميع مناشط الحياة وتأصيل وتفعيل العقيدة الإسلامية ومبادئها منذ نعومة الاظافر لدى النشء. ثم تفعيل الجانب والحس الوطني لدى الشباب واستشعار اهمية الوطن والحفاظ عليه والولاء له. ثم استشعار اهمية الحفاظ والولاء لولاة الامر في الوطن وعدم الخروج عليهم وتأصيل اللحمة والتراحم والتواصل والتفاعل بين الراعي والرعية. بعد ذلك يمكن للشباب عند تعاطيهم مع الاعلام او الاطلاع على وسائل الاعلام سواء المرئية او المسموعة او المقروءة بعد ان يكونوا متسلحين بالعقيدة والوطنية والولاء يستطيعون تمييز الغث من السمين وبالتالي لاخوف عليهم من الانفتاح الاعلامي. ولاشك اننا جميعا نتطلع الى ان تكون الحكومات في الوطن العربي عامة وفي وطننا خاصة تتعامل مع جميع القضايا المطروحة بشفافية عالية ومصداقية في الطرح طالما لم تتعارض مع مصالح عليا او امور استراتيجية تخص امن الوطن او نحو ذلك. ونعلم ان معظم الفئات السكانية في الوطن العربي هم من فئة الشباب ولذا نحن محتاجون الى ان يكونوا في مستوى المسئولية والتحديات والآمال منهم وبالتالي نحتاج من الاسر ان تتعامل مع الشباب وقضاياه بوعي وفكر مستنير وعال ونحتاج من المجتمع سواء من خلال المؤسسات التعليمية او الاجتماعية او الرياضية اوالثقافية ان تستقطب هؤلاء الشباب وتفتح لهم المجالات سواء العلمية او العملية او الفكرية اوالثقافية او الرياضية او الابداعية او ما يتعلق بالاختراعات والتصنيع والابتكار ونحو ذلك. ان الشباب عندما يتم تأهيلهم وفق اسس صحيحة وسليمة ومبادئ وقيم واخلاق ومثل وتربية منذ النشء يصبحون شبابا مؤثرا وفاعلا بالمجتمع والمجتمعات الاخرى ومتفاعلا. وبالتالي لاشك اننا محتاجون في الوطن العربي الى تصحيح في الاعلام المرئي خاصة ما يتعلق بالبث الفضائي عبر القنوات الفضائية. فللاسف نجد ان معظم القنوات الفضائية لم تخدم الشباب وقضاياه ولم تفعل دوره بالمجتمع ولم تقم بدور التثقيف والتوعية. بل نجد انها سطحية وذات تأثير سلبي جدا وما كثرة الانحلال الخلقي والاخلاقي وانتشار الجريمة بمختلف انواعها الا نتاج طبيعي لهذه القنوات الفضائية التي تتسابق في زيادة مساحة الترفيه والتسطيح للفكر والثقافة. وحصرت الفكر والثقافة في برامج المنوعات والطرب والموسيقى والرياضة ولم تتعاط كما ينبغي مع هموم وقضايا الوطن والامة والشباب. لذا فانها اشد مصيبة من تأثير شبكة الانترنت التي للاسف تعتمد على الاشاعة والتطبيل وتزييف الحقائق اكثر من المصداقية والنقل السليم. ولهذا نحن لا يمكن ان نقف مكتوفي الايدي امام العولمة والتقدم الهائل في التكنولوجيا وثورة الاتصالات حتى غدا الكون وكأنه غرفة صغيرة. يجب علينا ان نأخذ المفيد ونترك الغث والضار وعلينا القيام بتطويع تلك الوسائل لما يخدم اهدافنا وديننا ومبادئنا وقيمنا ومثلنا الخلاقة. ولهذا هذه الوسائل تحتاج الى مؤسسات تؤهل شبابا قادرا على التعاطي والرد والتوضيح للحقائق من خلال التعامل مع هذه التقنيات المتطورة والمتقدمة. وبالتالي نحتاج من الشباب ان يستشعروا الجوانب الدينية والاجتماعية والاخلاقية والوطنية ويتعاملوا مع هذه الوسائل بما يتفق مع هذه المعطيات والمسلمات. اذن نستطيع القول ان الشباب يتشارك في تفعيل دوره وتأثيره بالمجتمع كل من (الاسرة المجتمع الحكومات) فان اراد الجميع للشباب ان يكون فاعلا ومؤثرا ومتفاعلا بنيت التربية والمناهج والتعليم سواء المنهجي واللامنهجي والخطط والاهداف وفق تلك الارادة والمعطيات والعكس صحيح. ناصر بن عبدالله آل فرحان الرياض