بدأ الرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف أمس مشاوراته مع ممثلي الأحزاب الإسرائيلية التي فازت بمقاعد في الانتخابات التشريعية الأخيرة، لاختيار النائب القادر على جمع غالبية داخل الكنيست. ومن المنتظر أن يختار الرئيس الإسرائيلي رئيس الوزراء الحالي ارييل شارون الذي حصل حزبه على 38 نائبا من اصل 120 وحل في الطليعة بفارق كبير عن حزب العمل الذي حل في المرتبة الثانية ب19 مقعدا. وقال المتحدث ادار افيسار سيبدأ الرئيس بلقاء ممثلين عن الليكود لانه الحزب الذي حل في الطليعة، ثم يلتقي ممثلين عن حزب العمل وبقية الأحزاب الممثلة في الكنيست على ان يستغرق ذلك ثلاثة أيام. وأضاف ان القانون ينص على أن أمام الرئيس مهلة سبعة أيام بعد نشر النتائج الرسمية والنهائية للانتخابات الأربعاء الماضي لاختيار النائب المهيأ افضل من غيره لتشكيل الائتلاف الحكومي. وكان شارون التقي أمس للمرة الأولى منذ الانتخابات زعيم حزب العمل عمرام متسناع الذي حصل حزبه على أسوأ نتيجة له منذ قيام دولة إسرائيل. وكان رئيس الوزراء قد أعلن تأييده لتشكيل حكومة وحدة مع حزب العمل أسوة بالحكومة التي أدارت البلاد حتى نهاية أكتوبر الماضي ، ألا أن متسناع رفض بشدة حتى الآن أي مشاركة في الحكومة ، وأكد مجددا أمس لإذاعة الجيش الإسرائيلي : لا ارى سببا للمشاركة في حكومة وحدة وطنية. ورأت الإذاعة الرسمية ان شارون قد يلجأ، اذا ما فشل في اقناع العماليين، الى تشكيل ائتلاف مع حزب شينوي العلماني الوسط الذي حقق قفزة في الانتخابات التشريعية بالحصول على 15 مقعدا ومع الحزب الوطني الديني (يمين متطرف له ستة نواب) وإسرائيل بعليا (يميني للناطقين بالروسية وله نائبان) وعام اهاد (شعب واحد) (نقابي له ثلاثة نواب) مع دعم خارجي من القائمة الموحدة للتوراة (ديني اشكينازي متشدد وله خمسة نواب). فيما تستبعد هذه التشكيلة كتلة (الوحدة الوطنية) وهي ائتلاف لاحزاب يمينية متشددة (سبعة نواب) وحزب شاس الديني المتشدد للسفرديم (اليهود الشرقيون) وله 11 نائبا. وأعلن الرئيس كاتساف اكثر من مرة تأييده لحكومة وحدة وطنية بين الليكود والعمل بسبب الوضع الطارئ الذي تشهده البلاد. ويقصد الرئس بذلك احتمال تعرض اسرائيل لصواريخ سكود عراقية كما حدث خلال حرب الخليج سنة 1991 اذا شنت الولاياتالمتحدة هجوما على العراق. من جهة اخرى دعا الرئيس المصري حسني مبارك رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لزيارة مصر وبحث استئناف مباحثات السلام مع الفلسطينيين. وقال مبارك في مقابلة مع رئيس تحرير صحيفة الجمهورية سبق للسيد ارييل شارون ان اتصل بي أثناء المدة الأولى لرئاسته مجلس الوزراء الإسرائيلي وطلب الحضور الى مصر لمناقشة الأوضاع وتطورات الأحداث حيث كانت الأرض الفلسطينية تشهد وقتئذ أعمال عنف وهدم وتدمير .. الآن بعد أن فاز شارون في الانتخابات الأخيرة وجدت من المناسب ان اتصل به وان يتم التعامل معه بأسلوب جديد ودعوته بعد ان ينتهي من تشكيل حكومته ان نلتقي سويا في شرم الشيخ لنبحث وسائل (الخروج من عنق الزجاجة) والعودة الى طريق الحوار والمفاوضات.