انطلاقا من حرص جمعية فتاة الخليج الخيرية النسائية بالخبر على التواصل مع جميع فئات المجتمع وادخال الفرحة الى القلوب المتعطشة للحب والحنان والزيارة.. وبمناسبة قرب حلول عيد الاضحى المبارك فقد قامت اثنتا عشرة عضوة من اللجنة الصحية بالجمعية بزيارة لثلاث من الدورالاجتماعية وبرفقتهن اربع عشرة زهرة من زهرات الجمعية وذلك صباح يوم الاربعاء الماضي. الجولة الاولى انطلقت الحافلة من مقر الجمعية بالخبر متجهة الى دار الرعاية الاجتماعية بالدمام وهناك تم استقبالهن في الخيمة التي تبرعت بها السيدة سناء القصيبي واعقبها القيام بجولة في مختلف الاقسام برفقة الاخصائية الاجتماعية لولوة الزقدي واخصائية العلاج الطبيعي فايزة الرويلي.. قدمت خلالها الزهرات الهدايا لنزيلات الدار اللاتي يبلغ عددهن (20) نزيلة. وقد ذكرت الاخصائية لولوة الزقدي: لدينا العديد من النزيلات غير المدركات لوضعهن بسبب المرض او كبر السن وهؤلاء يسهل عليهن التكيف مع جو الدار اما المدركات فانهن يعانين جدا صعوبة التأقلم مع الوضع الجديد. واكدت الزقدي على دور وسائل الاعلام في توضيح صورة (دار المسنين) الحقيقية فهي ليست دارا لايواء الاباء والامهات الذين لا يرغب ابناؤهم في رعايتهم (كما كان يعتقد سابقا) ولكن وظيفة الدار الاساسية هي رعاية المسنات اللاتي ليس لديهن ابناء او اقرباء قادرون على رعايتهن.. ووجود (20) نزيلة فقط على مستوى المنطقة الشرقية يدل على طيبة اهل هذا البلد المبارك وتبرعهم برعاية المسنين والمسنات من اقربائهم طلبا للثواب من الله تعالى، ولدينا حالات لديها اكتئاب شديد وترفض الحديث مع احد.. وعن ظروف نزيلات الدار قالت اخصائية العلاج الطبيعي فايزة الرويلي انهن اما لم يسبق لهن الزواج او لديهن ابناء متوفون او تزوجن ولم ينجبن. وعن آخر نزيلة وصلت للدار قالت: هي (فاطمة) في الثمانين من عمرها وقد احضرتها ابنتها قبل يومين لعدم قدرتها على الاستمرار في رعايتها ولكثرة حركاتها قمنا بتغطية يديها وهي تطالبنا بالحاح بان نقوم بفكهما بالرغم من انها قد تؤذي نفسها، اما اصغر نزيلة فهي (صفية) في الاربعين من عمرها وتعشق الحلويات ولديها اعاقة ذهنية منذ الولادة اثرت على جسمها وقد احضرها اهلها الى هنا بعد اخراجها من مركز للتأهيل لكبر سنها ومنذ ذلك الحين لم يزرها احد. وعند سؤالنا عن النزيلة الايطالية قالت فايزة انها ترقد الان في مستشفى المركزي بالدمام لاجراء عملية جراحية لها لوجود (ورم حميد) في رأس المعدة. لقطات في الدار سعيدة (75 سنة) كانت تجلس في ساحة الدار رغبة في الحصول على الدفء من اشعة الشمس وقد فرحت كثيرا بزيارة جمعية فتاة الخليج لها. وتقول ان لديها اهلا في قطر وقد امضت (15) عاما في الدار منذ عام 1411ه. (زماء) مقيمة في الدار منذ عام 1420ه تعاني اكتئابا شديدا بسبب شقيق قاس. (مريم) ايرانية الاصل في الثمانين من عمرها لم يمض على وجودها في الدار سوى ثلاثة شهور بعد ان احضرها ابناء زوجها المتوفى. (فاطمة) تبلغ الثمانين من عمرها ولا تمل من طلب الذهاب الى بيت خالتها حيث كانت تقيم قبل مجيئها الدار. (فاطمة الكعيب) لديها شلل كامل وقد اعربت عن رغبتها في دفع قيمة الاضحية من مكافأتها الشهرية. (مسعودة) امرأة في الثمانين من عمرها تقيم في الدار منذ عام 1408ه. كانت صوامة قوامة حتى اعياها المرض وقد رأينا ذلك في تفاصيل وجهها المشرق من اثر العبادة، ومن يصدق بان امرأة في هذا العمر يخلو وجهها من التجاعيد. (جمعة) 78 عاما تقيم في الدار منذ اثنى عشر عاما واكدت ان لديها عمات وخالات يقمن بزيارتها باستمرار. (سارة) مسنة قدمت من الخرج بعد ان احضرها اخوها وتبلغ الثمانين من عمرها وتحفظ كثيرا من سور القرآن الكريم (جزءي عم وتبارك) ويأتي ابناء اخيها لزيارتها بين حين واخر وعند سؤالنا عن حالها قالت: بفضل الله انعم بخير في ظل دولتنا الكريمة (لا فقر يلهيني ولا غنى يطغيني) واعمل بالخوص واحفظ القرآن واستمع الى اذاعة القرآن الكريم باستمرار. وقد ذكرت فايزة الرويلي انها عضوة ايضا بمؤسسة الحرمين الخيرية وقد اعلنت تسع نزيلات بالدار عن رغبتهن في التبرع بالاضحية هذا العام باذن الله تعالى. وفي ختام الجولة قامت عضوات اللجنة الصحية بتسليم مقعد طبي يمكن تحويله الى سرير كتبرع من جمعية المسنات بمدارس الظهران الاهلية التي تشرف عليها فوزية القصيبي احدى عضوات الجمعية.. وقد اعرب مدير الدار خالد الملا عن شكره الجزيل لجمعية فتاة الخليج على زياراتها المستمرة وتواصلها الدائم في مجال العمل الخيري. الجولة الثانية بعد ذلك انتقلت عضوات اللجنة الصحية بجمعية فتاة الخليج مع الزهرات الى دار الحضانة الاجتماعية بالدمام. لتهنئتهم بالعيد السعيد وتقديم هدايا العيد لكل طفل بالدار كما قمن بتقديم هدية خاصة للدار عبارة عن لوحة كبيرة سجلت عليها قصيدة شعرية للشاعرة (نوض) احدى عضوات اللجنة الصحية بعنوان (كلنا لك). وبعد زيارة جميع الاسر التي تتكون منها الدار والاطلاع على الخدمات التي تحرص على تقديمها الدولة - حفظها الله- شعرت الزهرات بسعادة غامرة لانهن ادخلن الفرحة الى قلوب هؤلاء الصغار. (ابتسام المعيبد) اخصائية اجتماعية بالدار ذكرت ان كل اسرة مكونة من سبعة اطفال غالبا.. وتقيم معهم مشرفة مقيمة اقامة دائمة او مناوبة لمدة (12) ساعة، ويقوم الاطفال عادة برحلات ترفيهية الى مختلف الاماكن السياحية للترفيه عن انفسهم ومخالطة الاخرين. الجولة الثالثة زيارة مركز الامير سلطان للتربية الاجتماعية بالدمام (قسم الاشبال): في مقره الجديد الذي تم الانتقال اليه مؤخرا قبل قرابة ستة اشهر حيث كانت في استقبالهن هناك الاخصائيات الاجتماعيات نجلاء السراج وبدرية العتيبي والمشرفة حصة الحريقي. واللاتي استلمن ايضا لوحة شعرية بعنوان (كلنا لك) للشاعرة نوض كهدية مقدمة لايتام الدار الذين تتراوح اعمارهم بين (8 - 11) سنة من الذكور ثم قامت العضوات بجولة في اقسام المركز (قاعة المذاكرة، قاعة الجلوس، غرف النوم، قاعة الحاسب الالي، والنادي الرياضي الذي مازال تحت الانشاء) كما قدمت هدايا لنزلاء الدار الذين يبلغ عددهم (24) نزيلا في قسم الاشبال فيما يبلغ عددهم (85) نزيلا في قسم الكبار (اكثر من 11عاما) في القسم الثاني من المركز. وقد تنوعت الهدايا بين العاب اليكترونية وساعات يدوية والعاب اخرى مفيدة بالاضافة الى الحلويات والعصيرات.. وقد ذكرت الاخصائية نجلاء السراج ان المركز بصدد انشاء جسر لربط قسم الاشبال بالمطعم الموجود في القسم الثاني ليتمكن الاشبال من الذهاب الى هناك برفقة المشرفات والمراجعات بكل سهولة ويسر. كما اوضحت الاخصائية الاجتماعية بدرية العتيبي ان المركز يدرس انشاء مركز للتأهيل حتى يتم تأهيل وتدريب الذكور حين وصولهم الى سن معينة حتى يستطيعوا خوض مجال العمل بكفاءة وقدرة. وذكرت ان المركز يصطحب الاشبال الى العديد من الاماكن السياحية للترفيه والاختلاط بالمجتمع بالاضافة الى تلبية رغباتهم في ركوب الدبابات والاستمتاع بالالعاب المختلفة وتناول الوجبات السريعة احيانا. وقد ذكرت نائبة رئيسة اللجنة الصحية انيسة المعيبد ان اللجنة قامت بجمع مبلغ قدر (14 الف ريال) للهدايا التي بلغ عددها اكثر من (350) هدية وتأتي هذه الزيارة انطلاقا من حرص اللجنة على تفعيل دور الجمعية في التواصل السنوي مع هذه المراكز والدور ولادخال الفرحة والبهجة في نفوس الايتام والعجزة.