تشارك الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها في الاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة الذي يوافق اليوم الأحد بعدد من الفعاليات. ويأتى هذا الاحتفال استجابة الى مقررات مؤتمر جوهانسبرج بجنوب إفريقيا ودعما للاتفاقية الدولية لحماية الأراضي الرطبة المعروفة باتفاقية رامسار التي تم الاعلان عنها منذ عام 1971م وقد وقعت على الاتفاقية حتى العام الماضي 119 دولة. وتهدف الاتفاقية الى حماية الاراضي الرطبة حول العالم التي تبلغ نحو 6 فى المائة من مساحة الكرة الارضية من أجل المحافظة على مكوناتها الاحيائية والفيزيائية وبلغ عدد المواقع المعلنة فى تلك الدول ما يزيد على 1000 موقع تحقق ذلك من خلال الاستخدام المستدام لتلك الموارد وقد خصصت الدول الموقعة على الاتفاقية موقعا أو اكثر ذات اهمية على المستوى الوطنى والمستوى الدولي. وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل العضو المنتدب للهيئة ان المملكة ادركت اهمية هذه العومل الطبيعية للبشرية وللحياة الفطرية وقد ضمت محمياتها عددا من هذه المواقع ذات الأهمية الوطنية والدولية ومازالت تجرى الدراسات والبحوث لاعداد استراتيجية وطنية لحماية الاراضي الرطبة بالتعاون والمشاركة مع العديد من الوزارات والهيئات الحكومية والأهلية. من جانبه اوضح أمين عام الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها الدكتور عبدالعزيز بن حامد أبو زنادة ان الاراضي الرطبة تعد من أهم البيانات المنتجة حول العالم كما انها تعد مهدا للتنوع والماء وكثيرا من الاستخدامات الاخرى كالسباحة والترفيه ولكونها من التراث الوطني والعالمي ومعامل الطبيعة للدراسات كما انها موطن لمئات الأنواع من الاحياء الفطرية من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والحشرات واللافقاريات خاصة الطيور المائية المهاجرة والمقيمة. وأفاد بان الاراضي الرطبة تشمل السبخات والمستنقعات والبحيرات والسهول الفيضانية وبيئات غابات المانجروف والقرم والقندل وعامة تحتوى على مياه عذبة أو مالحة جارية أو راكدة دائمة أو موسمية وقد تتكون الاراضى الرطبة بصورة طبيعية أو ربما نتيجة عن الأنشطة البشرية كما تعد المناطق الشاطئية التى لايزيد فيها عمق المياه عن ستة امتار فى حالة "الجزر" اى انخفاض مياه البحر ضمن هذه البيئات. ولفت النظر الى ان المملكة ليست عضوا حتى الآن في الاتفاقية إلا ان مجلس ادارة الهيئة قد تنبه لاهمية هذه المواطن ووجه باتخاذ التدابير اللازمة لحمايتها من خلال شبكة المناطق المحمية المعلنة حيث بها ثلاث محميات تحتوي على هذه البيئات وهى محمية جزر فرسان ومحمية الجبيل للأحياء الفطرية ومحمية جزر أم القمارى كما ان هناك جهات حكومية وأهلية تتعاون لحماية هذه البيئات مثل هيئة تطوير وتعمير الرياض التي تقوم بجهود لحماية منطقة الحائر ووادى حنيفة وهناك الهيئة الملكية للجبيل وينبع التي تشرف على سبخة الفصل فى مدينة الجبيل ومنطقة ابوعلى التى تعد من أهم المناطق البيئية للطيور المهاجرة والمقيمة كما تقوم شركة الزيت العربية السعودية " ارامكو" ببذل جهود مشابهة لحماية هذه البيئات. وأبان الدكتور ابو زنادة ان مجلس ادارة الهيئة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام قد وافق على اتخاذ الاجراءات النظامية اللازمة لحماية تلك المواقع والرفع في ذلك للمقام السامي الكريم كما قامت الهيئة في اطار هذه التوجيهات الكريمة باجراء دراسة مسحية تفصيلية للاراضي الرطبة في المملكة حيث اشتملت على مايزيد على 23 موقعا موزعا فى مختلف مناطق المملكة تمهيدا لاعداد استراتيجية وطنية للمحافظة على الاراضي الرطبة في المملكة. وقال: ان الهيئة تعد الان لانتاج فيلم وثائقى حول الاراضي الرطبة في اطار سلسلة من الافلام التسجيلية والثقافية التي تعتزم انتاجها في الشهور القليلة القادمة بالتعاون مع وزارة الاعلام وشركة سابك كما سيتم اعداد عدد خاص من مجلة البيئة والحياة الفطرية العربية الوضيحى حول الاراضي الرطبة كما سيتم ادراجها فى حملات التوعية البيئية التى تقوم بها الهيئة واعداد عدد من الكتيبات والمطويات والملصقات الجدارية للتعريف والتوعية بهذه العوامل المهمة للبشرية والحياة الفطرية على حد سواء.