بعيدا عن الاجواء السياسية التي تعصف بالبلدان والدول كافة وغوصا في اعماق ماتعانيه الامة الاسلامية من امور لاتخفى على خالقها بطبيعة الحال.. هنا يمكن القول ان ماحدث ويحدث نتيجة منطقية لمحدثات ومعطيات سبقت ما آلت اليه الأمة الان.. لحسن الحظ ان الشر لايكون محضا والا لكان الامر خسفا للامة.. اني لا اشك ابدا في ان قنوات جديدة قد فتحت للمسلمين تجاه العالم باسره والامور من حين لآخر تصب في صالحنا ولاشك. ولكنني مضطر لطرح بعض الاسئلة وسأجيب عنها في ذات الآن: ماطبيعة الحدث؟ سياسي ديني وهو امتداد لممارسات سابقة للضغط على الامة الاسلامية الا انه اخذ ينحو منحى العنف الذي ساد في فترة العصور الوسطى قديما وهو الان في ثوب جديد يعتمد على التلاعب بالمصطلحات وتحريف المفاهيم لتحقيق الاهداف ذاتها. هل يمكن الاستفادة من الحرب على الارهاب هذه.. والتي يقف الاسلام على قائمة اهم أولياتها؟ ان الحرب بطبيعتها العدوانية اثارت حفيظة المتابعين لها من شعوب الارض وظهرت لها معارضات هنا وهناك جراء طابعها غير السوي في معالجة احداث الحادي عشر من سبتمبر ووجه ذلك الانظار نحو الدين الاسلامي وكثر الباحثون عن حقيقة هذا الدين المتطرف على حد تعبير البعض.. الا ان هناك من يدافع عن هذا الدين من غير معتنقيه على اقل تقدير. ما الاداة التي ستعالج المشكلة لصالحنا نحن؟ من هنا كانت الفرصة سانحة للولوج لتلك الادمغة واجراء بعض الصيانة الفكرية لها عن طريق الحوار واستيعاب تساؤلات الاخر ووجهات نظره تجاه الاسلام ومزج تلك الادواء بعقارات اسلامية سمحة لعلاج مرضه الفكري.. مامدى جدواها تجاه الطرف الاخر؟ كثيرون ممن سلكوا طريق البحث عن حقيقة الاسلام والمسلمين اعتنقوه لانهم تجردوا لذلك.. لم يجبرهم احد لكنهم فعلوا.. ليس ذلك في امريكا فقط بل في كل ارجاء العالم.. انه دين الفطرة.. هل نتخلى عن ركائز في منهج الدين ونتطور بايجاد سبل جديدة للتأثير على الاخر؟ الاسلام مكتمل وليس بحاجة الى من يضيف اليه.. وحيث ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان فانه قادر على التكيف مع طبيعة كل عصر وكل تجديد في الوسائل والاساليب مما لايتعارض مع ثوابته ومسلماته.