أما وقد اقترب الحج بوصول هذه الدفعات المتعاقبة من ضيوف الرحمن من كل فج عميق لأداء الركن الخامس من أركان عقيدتهم السمحة فانني أهمس بصوت مرتفع في اذان المسؤولين بأمانات المملكة وبلدياتها بأهمية تشديد الرقابة على المواشي التي يدخلها التجار للبلاد، وكذلك تشديد الرقابة على المسالخ للتأكد من خلو تلك المواشي من الأمراض للحيلولة دون انتقالها للناس، ولا أنكر الجهود المبذولة من قبل حرس الحدود، غير أن البعض من التجار قد يستغل فرصة الحج فيدخل ماشية مريضة فتنتشر في بلادنا المترامية الأطراف، وفي موسم الحج تحديداً تكثر رؤوس المواشي الداخلة عبر الحدود، للمملكة، فمع تثميني وتقديري لجهود سلاح الحدود إلا أنني أشدد هنا على تحرك الأمانات والبلديات للمساهمة الفعلية في مراقبة دخول المواشي للمملكة والتأكد من خلوها من أي مرض وبائي ربما يتم نقله للناس، ولابد على هذه الجهات المسؤولة أن تشارك مشاركة مشهودة وملموسة للتأكد من عدم دخول المواشي التي ربما تحمل مرضا، وكذلك مراقبة المسالخ بالمملكة للتأكد من سريان الرقابة الطبية على المواشي، ولذلك فأنني أنصح هنا المواطنين والمقيمين في المملكة بعدم ذبح الأضاحي في المنازل، فهذا خطأ جسيم يرتكب للاسف في كل موسم حج، ويفترض كما أرى- وهو الرأي الصواب - بإذن الله أن يذبح كل مواطن أضحيته في المسالخ الرسمية ليتأكد من خلوها من أي مرض بقرار من الأطباء البيطريين المنتشرين في تلك المسالخ، فهم أصحاب القرار الفصل في هذا الأمر، ولا يجب أن تخضع المسألة لأمزجة خاصة، فلابد من التأكد تماماً أن تلك الأضاحي خالية من الأمراض الوبائية حفاظاً على صحة الجميع، اللهم أني بلغت، والله المستعان من قبل ومن بعد.