في اعتقادي أن مهنة التدريب أصبحت مهنة لمن لا مهنة له، وهذا الشيء استنتجته من أنديتنا التي توكل تدريب فوق الناشئين والشباب لبعض اللاعبين المعتزلين فور اعتزالهم اللعب لكي تقول له جرب نفسك مع الصفار والتعامل بقانون ومبدأ ( مشي حالك). نريد أن تتطور كرة القدم لدينا وأن ننافس وتكون لدينا قاعدة قوية وفي النهاية نأتي لكي نوفر على أنفسنا مبالغ استقدام مدرب كفء وقدير لديه خبرة في تكوين القاعدة والاهتمام بها فنسلم القاعدة التي نريد الاعتماد عليها للاعب لا يملك من الحس التدريبي أي شيء ويحتاج إلى مئات الدورات محلياً وخارجياً حتى يستطيع التعامل مع القاعدة وتنشئتها النشأة القوية ويمكن الاعتماد على هذا اللاعب الصغير مستقبلاً. ان الخطأ كل الخطأ تسليم هذه العهدة الغالية وهي قطاعا الناشئين والشباب للاعبون معتزلين فلماذا لا يكون هؤلاء اللاعبين مساعدين مثلاً يتعلمون من المدرب الأساسي الذي يتم التعاقد معه بحكم خبرته في التعامل مع القاعدة وإعطائه الفرصة الكافية لسنوات عديدة حتى ينتج لاعبين ينفعون النادي وكذلك المنتخبات الوطنية، وحتى المدربين الأجانب ليسوا كلهم قادرون على التعامل مع القاعدة بالشكل السليم. ولكم أن تتخيلوا على أي أساس سيتعامل اللاعب ولن أقول المدرب مع اللاعبين الصغار في طريقة التدريب خاصة في أمور اللياقة وتنشئة الجسم والمهارات والأخطاء الفادحة التي سيقع فيها واللوم كله يقع على إدارة النادي التي آثرت أن تظلم اللاعبين الصغار مع إنسان أبعد ما يكون عن عالم التدريب. هذا الخطأ متداول ليس في عالم كرة القدم فقط بل في مجالات كثيرة ومنها مجال التعليم ومثاله للتو قد تخرج الطالب من الجامعة وبدون شهادة تربوية فيسند له تدريس الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية فيتعامل مع الأطفال التعامل الذي لا يناسبهم من حيث التربية وإيصال المعلومة وغير ذلك وكل ذلك بعلم وزارة المعارف وإدارات التعليم التي همها فقط توظيف هذا المعلم في أي مدرسة وسد النقص حتى لو كان ذلك على حساب الطالب الصغير. إذا كنا نريد عقلاً كروياً أو فكراً ناضجاً للاعب أو الطالب على حد سواء فلابد أن نتعامل مع الأمور بواقعية.. لابد أن نحسب حساب المستقبل.. أن يكون لدي مدرب متخصص للقاعدة حتى أنتج قاعدة متينة ومدرسة كروية ثابتة،تمون الفريق الأول والمنتخبات وبذلك سنصل للقمة.. وغير ذلك سنسير للوراء بفضل اجتهادات إدارات الأندية والحسابات الخطأ وكلما سرنا في الطريق الخطأ سنصل للنتائج الخاطئة المخيبة للآمال.. فكلما أردنا أن نتفاءل نشاهد أموراً خاطئة في أنديتنا ربما من الصعب حلها في القريب العاجل.. وإلى الملتقى.