هذه المرة لم يمزق احدهم او احداهن القرد ولكن القرد هو الذي مزق استار المجاملات النقدية فظهرت الفضيحة بجلاجل ضد مجموعة ممن يدعون أنهم ذوو باع طويل في العلم والفن والحكم على اعمال الفنانين التشكيليين ولكن قبل ان احدثكم عن الفضيحة سأحدثكم عن شيء من فن المجانين او جنون الفنانين الذى تحدثت عنه في مقال سابق عنوانه (الكذب بالشوشة) هذه المرة كنت انا من حاول ان يقتحم هذا الجانب وكان الهدف غير نبيل والقصد لا يمت للشرف بصلة فلأني ممن يمقتون ويستهجنون الكذب بالريشة فلا يقنعني في الفن التشكيلي الا تلك القدرة التي تنقل لنا الواقع على لوحات رسمت بعناية فائقة اما شخبطة (العيال) التي يدعي البعض بانها فن فلا شأن لي بها في وقت يحتفل فيه اخرون بها فيرون في الشخبطة مالانرى بحجة السريالية. عندها قلت سأجرب هذا النوع السهل من الرسم وارى نتيجة الشخبطة فيما لو عرضتها على احدهم فماذا سيقول؟ وقد كنت موقنة بأني لو فعلت فسيعلن عن ميلاد فنانة تشكيلية لا يشق لها غبار في ساحات الصالات الفنية فاحضرت بعض الالوان الزيتية ومزجتها بقليل من الزيت الذي يستخدم للقلي ورسمت لوحة رائعة مازلت احتفظ بها (ارجو الا أكون قد رميتها) وعندما رأيت اللوحة والجهد النفسي والفني الذي بذل فيها عدلت عن الفكرة التهكمية وقلت ربما يأتي وقت واكون فنانة وبين الكتابة والفن التشكيلي ياقلبي لا تحزن فلن يجد اولادي مايسدون به رمقهم ولكن.. (وماله.. الصيت ولا الغنى) حتى لو انطبق علي المثل القائل (سبع صنايع والبخت ضايع)!! هذه الفكرة حملها صحفي ذكي وأتى بعلبة ألوان ولوحة وقرد وسمح للقرد ان يفعل بالألوان واللوحة مايريد واخذ اللوحة التي رسمها القرد الى نقاد يشار لهم بالبنان وقال لهم هذه اللوحة رسمها امير عربي وهو يستعد لافتتاح معرضه الاول ويريد ان يعرف رأيكم قبل العرض ولا اعتقد بان الصحفي فوجئ بقصائد المديح التي نظمت في قدرات ذلك الفنان الذي ابدع اللوحة فوقعت الفضيحة واكتشف النقاد ان الرسام هو القرد وان الفن التشكيلي في بعض صوره مسخرة حديثة ومطية سهلة حتى للقرود.. وما ينطبق على اللوحة يمكن ان ينطبق على القصة والقصيدة فمن يدخل التجربة ويحاول ان يدفع احد المتيمين في (شهار) لكتابة رواية ما او قصة قصيرة فسيمتعنا بالاطلاع على عمل فني يقرأ من جميع الجهات (مش فن حديث ولا ايه)؟!