ما العلاقة بين (الشوشة) والفن التشكيلي؟ ربما يتساءل أحدكم ما المقصود بالشوشة وقد يتبادر الى ذهنه أن تكون (الشوشة) مدرسة فنية ، أو نوعا من خامات العمل، وهناك أناس بسطاء سيفهمون أن المقصود هو (الشوشة.. ما غيرها أي : كشة الشعر) فهل الأمر يتعلق بجنون الفنانين أو بفن المجانين أم هو تقليد شائع عند الفنانين ومع أني لا أملك المعلومة التي أعرفكم بها معي على أول فنان تشكيلي أطال شعره ثم نكشه بحجة الفن إلا أني سأقدم لكم السبب الذي دفعني لكتابة هذا المقال. ظهر على شاشة التلفزيون فنان تشكيلي خليجي له شعر طويل أكرت معقوص كان يتحدث بلا طلاقة بمفردات محدودة يتكرر أكثرها عدة مرات وهو يتكلم عن لوحة واحدة وكأنه يقول : (أنا ما عندي سالفة وأنتم كذلك إذا صدقتموني) المهم .. رحت أتأمله وأقول في نفسي شعره.. شعر جون وروبرت أما كرشه فكرش جاسم وخليفة.. فشعر الجماعة إياهم يوحي لك أنه فنان معذب بحسه وابداعه بعيد عن الاهتمام بشئون الحلاقين ولا وقت لديه لغير الألوان والفرشاة والتعبير بهما عن ثورته ضد المغتصبين والواقع العربي المرير، أما كرشه فيوحي بأنه (مطيح) كل وقته أمام (شيلاني بالدهن العداني وقطع الكنعد والهامور، والدقوس) فهي ممتدة أمامه كحامل في شهرها التاسع!! مما يدل على شخص لا صلة له بعالم يتعدى حدود السفرة.. والحقيقة ان الامر يتعدى حدود التقليد المقيت الذي يقع فيه الكبار قبل الصغار في عالمنا البائس الذي لا نعترف فيه بالفضل والجمال والتميز إلا لكل ما هو اجنبي ولا يقف عند حدود التقليد الشكلي ولكن يصل الى درجة القناعة والتشرب ومعايشة الحال خلال كذبة كبرى على الذات ومن ثم الآخرين من هنا جاءت الينا مقولة (الفنان حساس) يرى ويسمع ويشعر ويتأثر بدرجة عالية تختلف عن الآخرين حتى لو كان ينتمي الى الدرجة العاشرة لأنه دخل الفن من باب (جرب حظك يمكن تطلع لك بكم مليون) بسبب سوء الذائقة عند الجماهير، وقد تعمي الملايين البصيرة فيستمر بالكذب مطربا كان أو راقصة أو مذيعقصة او فتاة ليل بالغناء وفتاة نهار بعرض الأزياء قادرة على حبس أنفاس المتفرجين بمواهب شتى. ولكن من لا يجدون الملايين أو حتى الهللات يكونون في النهاية وبال الأمر عليهم وعلينا جسيما فنفسياتهم منهارة وفنهم منسي ومع هذا نظل نكذب.. ونكذب.. ونكذب وكأننا نكذب لنعيش!!