بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ظهرت بشاعة المساومات بين الدول الأوروبية التي حضرت اجتماع الصلح الخاص بوضع ميثاق الأمم. لقد قررت هذه الدول احتلال بلاد الشعوب الناشئة والضعيفة, وذلك بشكل معاهدات سرية كانت تعقد بين هذه الدول باستثناء الولاياتالمتحدةالأمريكية التي كانت متمسكة بحيادها في العلاقات الدولية آنذاك. كان الاتجاه الذي طغى على العلاقات بين الدول بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ينحصر في أهم ظاهرتين هما: 1 هزيمة قوى الأنظمة العدوانية والعنصرية الشرشة المتمثلة في النازية والفاشستية, وبانهيار الأنظمة الاستعمارية القديمة, المتمثلة في بريطانيا وفرنسا, وتفكك قدراتها الاقتصادية نتيجة ما صابهما من الاستهلاك في حرب مدمرة مع دول المحور استمرت أربع سنوات. 2 تحرر الولاياتالمتحدةالأمريكية من مبدأ سياسة العزلة والحياد في علاقتها الدولية, وتوجهها الحازم للانفراد بالسيطرة على كافة ميادين السياسات الدولية معتمدة على قدراتها الاقتصادية والعسكرية المتفوقة, وعلى تطورها الصناعي بعد خروجها من الحرب, وقد استطاعت دون جميع الدول الأخرى المتحاربة الاحتفاظ بكامل قدراتها. كما استطاع النظام الهتلري النازي ان يوجد اتجاهين آخرين هما: (الأول) الاتجاه الأمريكي القائم على نظام الرأسمالية المتسلطة. و(الثاني) اتجاه الاتحاد السوفيتي الحليف في الحرب المنتهية, والمتمثل في النظام الاشتراكي الشيوعي العالمي باسم (العقيدة الإنسانية المقدسة). وكانت النتيجة تصادم هذين النظامين نظرا لاختلاف اهدافهما المتعارضة والمتناقضة في كافة المبادىء التي يرتكزان عليها. لقد كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية الأقوى في إزالة النظام الشيوعي حيث كانت تستمد سياساتها من طبيعة نظامها الرأسمالي واستطاعت ان تطوق دول أوروبا ومجموعة كبيرة من خلال تقديم مساعداتها العسكرية والاقتصادية الضخمة والتي صاحبتها مجموعة من الشروط أهمها خضوع هذه الدول للقرار الأمريكي في تنظيمها الوطني, وفي سياساتها الخارجية, بالاضافة الى خضوعها الى النفوذ العسكري الأمريكي عن طريق المعاهدات والأحلاف العسكرية التي اقامتها أمريكا في أوروبا وفي أطراف أخرى من العالم سندا لإدامة سيطرتها ونفوذها. من هنا نقول أن الولاياتالمتحدةالأمريكية استطاعت ان تحقق كامل أهدافها من خلال هاتين المرحلتين وهما السيطرة على ارادة دول أوروبا, ومعها مجموعة كبيرة من دول العالم المقتدرة, ثم التحرر من منافسة الاتحاد السوفيتي بعد تدمير قدراته, وتفكيك بنيته, وبذلك اطلاق يد أمريكا في توجيه وتقرير السياسات الدولية من غير منازع ولا منافس.