يتلخص دخول الحركة الكشفية للمملكة العربية السعودية في أن وفدا من كشافة العراق يضم 73 كشافا وقائدا قام بأداء مناسك الحج عام 1353ه بعد افتتاح الطريق البري الذي يربط حدود المملكة بالعراق والذي يخدم حجاج العراق والهند وباكستان وأفغانستان وتركيا. وقد لاقت هذه الفرقة كل حفاوة وتقدير من قبل المسئولين. وتشرف هذا الوفد بمقابلة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. وشرحوا له فكرة الكشافة وأهدافها فاستحسنها جلالته وأمر بإدخالها المدارس آنذاك. نشأتها: وبعد مضي سبع سنوات على زيارة الوفد العراقي للمملكة استطاع عبد الله خوجة مدير مدارس النجاح الليلية (رحمه الله) تكوين أول فرقة كشفية. وكان ذلك عام 1361ه بجهود فردية. وكان من مهام الفرقة حفظ النظام والقيام بالخدمة العامة. وفي عام 1363/1362ه تكونت فرقة أخرى بالمدرسة الصولتية بمكةالمكرمة وقد كان لها نشاط بارز ورحلات إلى بستان المدرسة الصولتية بمنطقة العمرة وكان للفرقة زي كشفي عبارة عن بنطلون وقميص كاكي مع الغترة والعقال. وفي عام 1364ه تكونت فرقة كشفية في مدرسة تحضير البعثات بمكةالمكرمة والمعهد العلمي السعودي وكانت تسمى فرقة كشافة المعهدين وذلك بإشراف إسحق عزوز وعمر عبد الجبار وعبد الله بغدادي. ومرت فترة من الزمن قل فيها نشاط الكشافة حتى جاء عام 1373ه الذي تحولت فيه مديرية المعارف إلى وزارة المعارف وفي عام 1374ه أنشئت إدارة التربية الرياضية والاجتماعية وكان من اختصاصها نشر الحركة الكشفية في المدارس الثانوية والمعاهد العلمية وفي عام 1375/1374ه صدر تنظيم لتكوين الفرق الكشفية النظامية وذلك إيمانا من الدولة بالدور الكبير الذي تلعبه الحركة الكشفية في تنشئة جيل قوي يؤمن بربه ويجاهد في سبيل الله لإعلان كلمة الحق والدفاع عن الوطن, ويغرس في الشباب حب الوطن ويعودهم شظف العيش, والتكيف مع الطبيعة ونبذ حياة الترف. ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحركة الكشفية بمدرسة تحضر البعثات بمكةالمكرمة بطليعة واحدة ثم بعرفاء الطلائع ثم بفرقة مكتملة ثم التوسع في الأفراد والقيادات على أيدي متخصصين في الحركة الكشفية مثل صالح غانم وأحمد شافعي ومبروك فهمي ولطفي عبد الحميد السيد وغيرهم. بدايتها: وفي عام 1376ه انطلقت الإشارة الأولى لتكوين جمعية الكشافة , وذلك من خلال ما جاء في توصيات اجتماع مسئولي وزارة المعارف ومسئولي النشاط المدرسي برئاسة أول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (حفظه الله) حيث أوصى المجتمعون بتكوين هيئة تتولى تنظيم العمل في ميدان التربية الكشفية من أجل توجيه هذه الحركة والنهوض بها. وفي عام 1381ه صدر المرسوم الملكي رقم م/22 في 1381/4/19ه بتكوين جمعية الكشافة العربية السعودية واعتبارها هيئة ذات شخصية اعتبارية مقرها الرئيسي مدينة الرياض. وفي عام 1383ه تم تسجيل جمعية الكشافة العربية السعودية عضوا بالمكتب الكشفي العالمي. وفي هذه الأيام تشهد منطقة مكةالمكرمة تجمعا كشفيا تشارك فيه جميع الفرق الكشفية بالمملكة حيث تقوم جمعية الكشافة العربية السعودية بخدمة الحجاج وإرشاد التائهين منذ ما يقارب أربعين عاما, حيث كان عام 1382ه أول موسم يشهد تجمعا كشفيا منظما يقوم فيه الكشاف السعودي بخدمة ضيوف الرحمن وقد بلغ عدد المشاركين فيه (150) كشافا. وما زالت الجمعية تقدم خدمات متطورة في دعم معسكرات الخدمة العامة وبتوجيه من مسئولي الدولة - حفظهم الله - حيث أصبح معسكر الخدمة العامة يسير وفق أحدث النظم فأصبحت تعتمد في أعمالها بعد الله على نظام الحاسب الآلي والخرائط والصور الجوية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وتقوم بعمل الأدلة التي تساعد على سهولة الإرشاد لضيوف بيت الله وما زالت الجمعية تسعى جاهدة في تقديم خدمات أفضل ومستوى أداء متطور حتى بلغ إجمالي العاملين في معسكرات ضيوف الرحمن أكثر من ألفي كشاف وجوال وقائد بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل تشجيع حكومة خادم الحرمين الشريفين. أحد مخيمات الكشافة