أثبت منتخب المملكة الأول لكرة اليد أنه يضم رجالاً.. والرجال دائماً يشرفون.. صحيح أن أخضر اليد لم يفز في نهائيات كأس العالم المقامة حالياً في البرتغال بسبب وجوده في مجموعة حديدية حيث خسر أولى مبارياته أمام المنتخب الفرنسي ( حامل اللقب) بفارق سبعة أهداف بعد أن قدم أجمل وأقوى مبارياته وكان نداً قوياً لأبطال العالم لكن مستواه الفني انخفض تدريجياً في مباراته الثانية التي خسرها أمام كرواتيا بنفس الفارق.. ولعب أسوأ مبارياته وخسر مباراته الثالثة أمام منتخب هنغاريا بفارق 11 هدفاً وعاد وخسر مباراته الرابعة أمام روسيا أمس الأول ولا أدري عن نتجية مباراته الخامسة والأخيرة في مجموعته أمام منتخب الأرجنتين التي انتهت مساء أمس لأنني كتبت هذه الزاوية قبل هذه المباراة التي لا تقدم نتيجتها ولا تؤخر ونتيجة القول أن منتخب المملكة وقع في مجموعة حديدية صعبة وشاقة ولم يكن حتى أشد المتفائلين يتوقعون أن يتأهل الأخضر من هذه المجموعة إلى الدور الثاني لأن المثل العربي القديم يقول (رحم الله أمرءا عرف قدر نفسه) فالفارق الفني والبدني كان واضحاً بين منتخبنا وبقية فرق مجموعته ولا ننسى عاملي الخبرة واللياقة البدنية بدليل تفوق الخضر في شوط المباراة الأول ووقوفه أمام جميع الفرق ( الند بالند) لكن سرعان ما ينخفض مستواه في الشوط الثاني وهذا مرتبط بأمرين أولهما فارق اللياقة وطول النفس والثاني الفارق في عامل الخبرة والبنية الجسمانية بين لاعبينا ولاعبيهم. والواقع والانصاف يقتضيان منا أن نقر بأن لاعبي المنتخب السعودي بذلوا من الجهد والعرق ما يفوق الوصف وانتزعوا الاعجاب في بعض المباريات إلا أن فارق المستوى الفني والبدني كان واضحاً وليس في صالحنا طبعاً ولعل ذلك ينطبق على جميع المنتخبات العربية السبعة التي شاركت في هذه البطولة العالمية حتى المنتخب المصري الشقيق ( رابع العالم) لم يكن بالمنتخب الذي عرفناه في نهائيات كأس العالم الماضية وفي بطولات المونديال فقد تأثر كثيراً باعتزال أغلب لاعبيه الفطاحل ولم يستطع ملء فراغهم.. وربما يكون المنتخب التونسي هو أفضل العرب المشاركين عطفاً على عروضه القوية من ناحية وضعف فرق المجموعة التي لعب فيها من ناحية ثانية على العموم أعتقد أن المنتخبات العربية استفادت من هذه التجربة وامل أن يكون دورنا في البطولات القادمة التشريف وليس أن نكون مشاركين شرفيين. القفز فوق جراح الاتفاق..! مازلت على ثقة كبيرة بمقدرة رجال الاتفاق على رسم البسمة والعودة إلى المسار الصحيح في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم.. وعلينا ألا نكون متشائمين.. صحيح أن ضياع بعض النقاط السهلة خاصة في الدور الأول وضع الفريق في جحيم الحسابات الصعبة والمعقدة إلا أن الأمل مازال باقياً وقوياً لنهوض فارس الدهناء من كبوته وأنا على يقين بأن رجال الاتفاق لديهم العزيمة القوية لتجاوز نفق هذه الأزمة والقفز فوق الجراح وكسر هذا الحاجز النفسي. دعونا نترك الانفعال وتبادل الاتهامات وأن نحكم المنطق والحكمة ونعيد حساباتنا ونستفيد من أخطائنا ونستعد بشكل أفضل للمباريات المتبقية في الدوري والفرصة مازالت سانحة لإصلاح المسار وإنقاذ ماء الوجه والتعويض من خلال مسابقة كأس سمو ولي العهد ...وبالتوفيق ان شاء الله.