لم يعد الاستاذ الجامعي في برجه العاجي كما كان في الماضي ولم يعد كما كان في حريته الاكاديمية وحصانته التعليمية كما في السابق. بل هو الآن في بؤرة الضوء تتهافت عليه الابصار وتتابعه البصائر وذلك لتعدد ادواره ووظائفه ومسؤولياته داخل الجامعة وخارجها ويرتبط دور استاذ الجامعة بمجموعة من المعايير والنماذج السلوكية التي تشتمل على مجموعة من المقومات والصفات الشخصية والمهنية التي تؤثر في ادائه وسلوكه الاكاديمي وعلاقته مع الادارة والزملاء والطلاب وتؤثر في نواتجه التعليمية والعلمية. وتتباين حول هذه المقومات اراء رؤسائه وزملائه وطلابه فكل فئة من هؤلاء تتطلب مجموعة من المقومات الشخصية والمهنية التي يجب توفرها فيه. ويعتبر الطلاب العنصر المستفيد منه مباشرة وهم الذين يتفاعلون معه ويتأثرون به وبمقوماته الشخصية والمهنية وهم اولى ان تعرف وجهات نظرهم ولقد ظهرت دراسات وبحوث تتعلق بالاستاذ الجامعي في العقود الاخيرة وهي ان جاءت متأخرة الا انها تعتبر بداية جيدة لتحديد تلك المقومات والصفات المطلوب توفرها فيه والوصول من خلالها الى تحديد علمي للمعايير والشروط الواجب توفرها فيه ومن ابرز تلك الدراسات دراسة الدكتور علي عبدربه والدكتور عباس اديبي من كلية التربية بجامعة البحرين وقد نشرت في مجلة رسالة الخليج العربي العدد التاسع والاربعون 1414ه 1994م من ص 97 ص130. وركزت على وجهة نظر الطلاب الجامعيين وقد وجدت فيها اهمية خاصة لا سيما وانها تكاد تكون الفريدة التي تناولت وجهة نظر الطلاب ولقد اجريت الدراسة لتختص بدور واحد فقط من ادوار الاستاذ الجامعي المتعددة.. وهو الاداء في عملية التعليم والتدريس لتحديد المتطلبات المتوقعة من النماذج السلوكية للمقومات والخصائص الشخصية والمهنية المرغوبة والمقبولة من وجهة نظر جمهور طلابه في الجوانب التالية: 1 المقومات الشخصية. 2 مقومات التفاعل الاجتماعي. 3 مقومات القدوة الحسنة. 4 المقومات الاكاديمية والتدريسية. ان التعرف على وجهات نظر الطلاب يفيد اساتذة الجامعات الجدد والقدامى لتفهم وادراك النماذج السلوكية المعيارية والضابطة التي تسهم في تقبل ادوارهم في يسر وسهولة من قبل جمهور طلابهم كما انها تسهم في توجيه سلوكهم الشخصي والاكاديمي اثناء علاقاتهم وتفاعلاتهم مع طلابهم وتساعدهم على التكيف والتطبيع الاجتماعي واكسابهم العضوية الاجتماعية بالعمل الاكاديمي.. وتسهم بقدر كبير في زياردة فعاليتهم لادوارهم وانتاجيتهم العلمية والتعليمية.. وتكون بمثابة موجه ومرشد وضابط لسلوكهم الشخصي والاجتماعي والتعليمي.ان ما تقدم يوضح حدود الدراسة واهدافها وهي اهداف هامه جدا. واقول ان معرفة وجهة نظر الطلاب ينبغي ان تحتل مكانة معتبرة في مجال تحديد المقومات المعيارية للاستاذ الجامعي وان تكون محل اهتمام خاص من قبل اساتذة الجامعات والمسؤولين في التعليم الجامعي وسألخص في هذه المقالة النتائج النهائية لهذه الدراسة الهامة.. مبتعدا عن التفاصيل البحثية.. لتكون ميسورة الفهم..لقد توصلت الدراسة الى: أ المقومات الشخصية للاستاذ الجامعي.. وجاءت على الترتيب التنازلي حسب درجة تفضيل الطلاب لها: 1 الثقة بالنفس. 2 قوة الشخصية. 3 حسن التصرف. 4 الهدوء والاتزان الانفعالي. 5 المرونة في التفكير. 6 تحمل المسؤولية. 7 بشاشة وابتسامة الوجه. ب وكانت مقومات التفاعل الاجتماعي كما يراها طلاب كلية التربية بجامعة البحرين للاستاذ الجامعي مرتبة تنازليا: 1 تواضع الاستاذ الجامعي وابتعاده عن الغرور والتكبر. 2 تعاونه مع الآخرين. 3 ديمقراطيته في المعاملة. 4 احترام مشاعر طلابه. 5 تمسكه بالعقيدة. 6 تشجيع الطلاب. 7 مهذب ولطيف في تعامله وتفاعلاته. 8 يعمل على رفع الروح المعنوية للطلاب. 9 يتصف بالحكمة والصبر. 10 يشيع جوا من الالفة والمحبة. 11 التسامح مع الطلاب. 12 توفير الدفء والصداقة مع الطلاب. 13 المشاركة في حل مشاكل الطلاب. ج اما مقومات القدوة الحسنة التي يراها الطلاب للاستاذ الجامعي فهي تنازليا من الاهم الى المهم: 1 مهذب في الفاظه. 2 مثل اعلى وقدوة حسنة. 3 الجدية والاخلاص في العمل. 4 رفيع الخلق. 5 الصدق في العهد والوغد. 6 الدقة والنظام. 7 الصراحة والوضوح. د وبالنسبة للمقومات الاكاديمية والتدريسية التي يراها الطلاب لازمة في الاستاذ الجامعي فهي تنازليا كما يلي: 1 العدالة في تقدير الدرجات. 2 خبرة الاستاذ الجامعي. 3 عرض الدرس بطريقة مشوقة. 4 غزارة المادة العلمية. 5 التسلسل المنطقي في عملية التعليم. 6 القدرة العالية في ضبط وقيادة المحاضرة. 7 ابراز الجوانب الاساسية في عملية التعليم. 8 تعدد مصادر التعليم. 9 مراعاة الفروق الفردية. 10 افساح المجال للحوار والمناقشة. 11 التفاعل اللفظي بلغة صحيحة خالية ممن الاخطاء اللغوية. 12 استخدام تكنولوجيا التعليم. 13 استخدام اساليب متنوعة في تقويم اعمال الطلاب. 14 عدم الخروج عن موضوع المحاضرة. هذه المقومات التي طرحتها الدراسة تعتبر من الاهمية بمكان لتكون امام ناظري اساتذة الجامعات السعودية فالكثير من الامور المتعلقة بالمقومات الشخصية والمهنية للاساتذة بالجامعات السعودية لا تزال غير واضحة بدقة معيارية حتى يمكن ان تكون اداة تقويم صحيحة وحتى يمكن ان يستعان بها في تحديد شروط الترقية الاكاديمية للاساتذة واختيارهم ويوصي كاتب هذه السطور بان تهتم ادارات الجامعات بهذه المعايير والتأكيد عليها بين اساتذة الجامعة