سعادة الاستاذ محمد الوعيل رئيس تحرير جريدة اليوم المحترم احييك بتحية الاسلام فاقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابعث لك هذه الرسالة القصيرة المعبرة عن خلجات اليمة حزت في نفسي وتلجلجت في جوارحي ورأيت لزاما علي ان اسطرها لك لعلها تجد طريقها الى النشر عبر جريدتكم الغراء المحبوبة التي اصبحت منبرا صادقا يعبر كل انسان عما يجول في نفسه من علم وادب وفرح واحزان وقد تتساءل ويتساءل معك القراء وهم في حل من ذلك عن تأخرها ولكن الخطب جلل والمصاب اليم ومن هول الصدمة التي اعاقت تلك الرسالة حيث يقول الله تعالى في محكم كتابه (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس باي ارض تموت) ويقول (اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وليس اصدق من الله قيلا. لقد فقدت اخوين عزيزين علي في اسبوع واحد احدهما اخ شقيق واخ لي لم تلده امي وكنت ارغب ان اكتب عن كل بمفرده الا ان موقفا شدني للكتابة عنهما في كلمة واحدة موقف حب في الله تعالى واخلاص بعضهما لبعض ففي يوم عيد الفطر السعيد هذا العام رغبت في الذهاب الى الشيخ حمد المبارك يرحمه الله تعالى لمعايدته فقال لي اخي انني ارغب ان اذهب معك لاسلم عليه سلام العيد فقلت له انت كبير وصعب عليك المشي فقال اني احب هذا الرجل حبا في الله واعزه وحينما دخلنا عليه في منزله رحمهما الله جميعا تأثر الشيخ حمد وقال لي بالحرف الواحد ياليته ما جاء وانا ازوره وكان حمد يعاني من مرض خطير وحينما خرجنا وودعناه انا والاخ عبدالرحمن قال عبدالرحمن (ياعزاه) انه يعاني من مرض ويتألم وما يدري ماذا خبأ له القدر ويشاء العزيز الحكيم ان ينتقل الاخ عبدالرحمن الى رحمه الله يوم الاربعاء 21/11/1423ه قبل الشيخ حمد باربعة ايام اثر نوبة دماغية عن عمر ناهز خمسة وثمانين عاما. نشأ أخي نشأة صالحة وعاش طوال عمره ملازما لوالده الذي كان يعد من اكبر (الجماميل) الذين كانوا ينقلون المواد الغذائية في الستينات من الاحساء الى الرياض في زمن تأسيس هذا الكيان العظيم الذي اسسه جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. وكان تقيا ورعا زاهدا محبا للخير يسدي النصائح للشباب الذي يعرف والذي لا يعرف وقد عثر على وصية كتبها بتاريخ 1/5/1400ه لاحد اخوانه صغار السن في ذلك الوقت يوصيه بثلاث وصايا المحافظة على الصلاة, الدراسة, عدم السرعة بقيادة السيارة والله خير حافظ. وكان دائما يتلمس حاجات الفقراء بدون ان يعلم احد ويتصدق عليهم. اما اخي الذي لم تلده امي فهو الشيخ حمد بن علي المبارك رحمه الله رحمة واسعة فقد عرفته في السبعينيات والتصقت به عن قرب فكان نعم الرجل المدرسة التي يتعلم بها كل جليس له الصدق والصراحة والمروءة والكرم الذي لا ينضب لقد كان يستفيد من يجالسه من الصفات الحميدة التي يتصف بها فكان صريحا فيما يقول وصادقا ولا يسمح لاحد ان يتعرض لشخص بسوء في مجلسه فمجلسه يجلس الحكماء والرجال الذين يشار لهم البنان واقول بكل امانة ان المنطقة الشرقية خسرت رجلا قل ان يجود الزمان بمثله ومهما كتبت او قلت فاني لا استطيع ان اوفيه حقه ولكن اتمثل بقول الشاعر ==1==على قدر اهل العزم تأتي العزائم==0== ==0==وتأتي على قدر الكرام المكارم==2== ولا يسعني في هذا الموقف الجلل الا ان ارفع اكف الضراعة اليه جل وعلا ان يتغمدهما برحمته ويسكنهم فسيح جناته وان يجمعهما بدار كرامته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وان يجعل في عقبهما الخلف الصالح للسلف الصالح. فوزان بن عبدالعزيز الحمين