أعلنت واشنطن أمس أن يوم ال 27 من الشهر الجاري هو بداية المرحلة الأخيرة وأن رحيل صدام حسين يسمح بتجنب الحرب ضد العراق واستبعاد ملاحقته وأنجاله ومساعديه قضائيا، فيما أكد الرئيس العراقي لضباط الجيش بأنه واثق من النصر في الحرب المرتقبة حسبما أوردت وكالة الأنباء العراقية.وبينما أعلن رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة في العراق هانس بليكس بعيد وصوله الى بغداد أمس أن مسؤولين عراقيين ابلغوه بالعثور على اربعة رؤوس كيميائية فارغة، بعد أن عثر المفتشون يوم الخميس على 11 رأسا فارغا، اعتبر بليكس أن الحرب ليست أمرا لا مفر منه، كما أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن حصول بعض التقدم اثر المباحثات مع المسوؤلين العراقيين حول نزع الاسلحة. واشارت مصادر المفتشين الى أنه جرت تسوية بعض الخلافات بينهم والسلطات العراقية. وقالت مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس لتليفزيون (إن بي سي) أن التقرير الذي سيقدمه رئيسا فرق التفتيش الدولية لنزع اسلحة العراق في 27 من شهر يناير الجاري، يعتبر على الأرجح بداية المرحلة الاخيرة لكنه لا يشكل استحقاقا، اعتقد اننا على وشك ان نشهد سلسلة مهمة من القرارات فالوقت ضيق امام العراق لكي ينصاع لقرارات مجلس الامن. ويفترض ان يقدم بليكس والبرادعي في ذلك التاريخ تقريرهما الى مجلس الامن حول شهرين من عمليات التفتيش. وقالت رايس: لا نرى حاليا ان العراق يحترم القرار 1441 الصادر عن مجلس الامن الدولي ويلزم بغداد نزع اسلحتها، واضافت: من الواضح ان المفتشين لا يحظون بتعاون العراقيين الناشط مشيرة الى ان ذلك لم يكن غريبا من قبل العراق حيث النظام دكتاتوري. واعتبرت أن صدام حسين يسعى الى احداث انقسام في مجلس الامن وخداع المفتشين مؤكدة انه منذ بدء عمليات التفتيش كانت لبغداد نفس النزعة في عدم التعاون والخداع على حد قولها مضيفة: لا يمكن ان نسمح لصدام حسين ان يغالط المجموعة الدولية على هواه .. يجب ان لا ننتظر طويلا لمعرفة ما اذا اتخذ قرارا استراتيجيا بالخداع بدلا من نزع الاسلحة. وحول التظاهرات الضخمة المؤيدة للسلام التي جرت امس في واشنطن وسان فرانسيسكو، اعتبرت رايس انه امر رائع ان يتمكن الشعب في الولاياتالمتحدة من التعبير عن رأيه في الشارع في حين انه في العراق يقطع لسانه. وأحد شعارات التظاهرة امس الأول كان لا حرب من اجل النفط. وقالت رايس ان عائدات النفط العراقية حاليا لا تفيد الشعب وانما نظام قاتل. وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول امس الاحد ان اتخاذ صدام حسين قرارا بمغادرة السلطة والمنفى سيسمح بتجنب حرب في العراق. واعتبر أن الوقت اصبح ضيقا، لكن علينا انتظار رفع تقرير رئيس المفتشين الدوليين امام مجلس الامن الدولي في 27 يناير. وقال باول لتليفزيون (سي بي اس) أنه في حال ما اذا كانت هناك محادثات تجريها بين دول عربية (بشأن ذلك) كما تنقل وسائل الاعلام في العالم فانني اشجع صدام حسين على الاصغاء جيدا، في حال ما اذا غادر وافراد عائلته سيقوم نظام جديد، الاسرة الدولية تواجه وضعا جديدا تماما وربما يمكننا تجنب حرب. وفي تصريح آخر لشبكة سي.ان.ان، اكد باول ان الوضع بمجمله يمكن تسويته اذا رحل صدام حسين وجميع من هم حوله الذين يفكرون مثله، كأولاده وقادة النظام الكبار. وقبل تصريح باول، اعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد لتليفزيون ايه بي سي أن اختيار الرئيس العراقي مغادرة السلطة والمنفى قد يسمح بتفادي تدخل عسكري. واضاف رامسفلد انه يؤيد فكرة عدم اطلاق ملاحقات قضائية ضد صدام حسين وغيره من المسؤولين العراقيين اذا ما اختاروا مغادرة السلطة والمنفى. وعبر عن اعتقاده أن ذلك سيكون تسوية عادلة لتفادي حرب. وكان رامسفلد يجيب عن سؤال عما اذا كانت الولاياتالمتحدة تدعم مبادرات الدول العربية لاقناع الرئيس العراقي بمغادرة السلطة بطريقة طوعية. وخلال مقابلة اخرى مع تليفزيون فوكس نيوز عبر رامسفلد عن الامل في رحيل صدام حسين قائلا ان مثل هذا المنفى ممكن. وقال اعتقد انه توجد فرصة على الاقل، ان الدول المجاورة تقوم حاليا بمحاولة تفادي حرب هناك عبر اقناعه بمغادرة البلاد. ورفض العراق رفضا قاطعا فرضية رحيل صدام حسين الى المنفى، وأكد عدد من المسؤولين العراقيين أن ذلك لا يعدو أن يكون جزءا من الحرب النفسية وأن صدام حسين سيقاتل حتى آخر رصاصة. وقال بليكس للصحافيين بعيد وصوله الى العاصمة العراقية في مهمة تستمر 24 ساعة برفقة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي: لا نعتقد ان الحرب امر لا مفر منه، معتبرا أن عمليات التفتيش هي بديل سلمي لكنها تتطلب تعاونا أكبر من بغداد. واكد ان خبراء نزع الاسلحة الدوليين لم يأتوا الى العراق للاهانة او الشتم بل للتفتيش بالشكل الاكثر لياقة، ردا على وصف العراق لهم بأنهم يتصرفون كعصابات ألمافيا. وأعلن رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة في العراق هانس بليكس ان مسؤولين عراقيين ابلغوه امس بالعثور على اربعة رؤوس كيميائية فارغة. وقال بليكس لصحافيين ان الجانب العراقي ابلغنا بالعثور في مكان لم يحدد على اربعة رؤوس قذائف فارغة شبيهة بتلك التي عثر عليها (الخميس). وذكر مصدر في الاممالمتحدة لوكالة فرانس برس ان تفاصيل اضافية متعلقة بالرؤوس الكيميائية الاربعة الجديدة ستعطى لبليكس اليوم الاثنين. وقد قلل بليكس أصلا من أهمية الرؤوس الفارغة ووصفها بأنها ليس شيئا يذكر. وأجرى نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان مباحثات مساء أمس مع بليكس والرادعي، استغرقت ساعتين. وقالت وكالة الأنباء العراقية انه جرى استعراض مجالات التعاون وتأكيد موقف العراق في تقديم كل اشكال الدعم لانجاز مهام المفتشين. واشارت الى ان رمضان دعا خلال اللقاء الذي حضره مستشار رئيس الجمهورية عامر السعدي ومدير عام دائرة الرقابة الوطنية العراقية حسام محمد امين ان يتسم عمل المفتشين في البحث عن الحقيقة والنوايا الصادقة. وأكد البرادعي حدوث بعض التقدم اثر المباحثات. وقال انه ستجرى مباحثات اليوم بعد أن حققنا بعض التقدم. وفي وقت لاحق، نقلت وكالة (فرانس برس) عن الفرنسي جاك بوت رئيس مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بغداد، أنه جرت محادثات بناءة ومهنية وبالتالي اننا نتقدم. واضاف اننا قمنا يوم أمس بتسوية خلافات وبالتالي سنواصل التقدم اليوم الاثنين، مشيرا الى ان كل شيء على ما يرام ولم يقع اي حادث. بليكس والبرادعي يحييان المستقبلين