دحض المستشار الألماني جيرهارد شرويدر تصريحات وزيرة شئون المستهلك في حكومته والتي تصدرت عناوين الصحف الشعبية يوم الجمعة عندما دعت إلى فرض حظر على المواد الغذائية رخيصة الثمن في محال السوبر ماركت. وكانت وزيرة المستهلك والزراعة ريناته كويناست قد صرحت في وقت سابق من الأسبوع الحالي بأنها ستسعى لسن قانون ينص على منع فرض أي خصومات على السلع المباعة، زاعمة أن الأسعار جيدة في ظل أسعار الجملة. وحذرت كويناست، وهي عضو بحزب الخضر الشريك الأصغر للائتلاف الحاكم من أن خفض أسعار المواد الغذائية سيعرض جودة الطعام للخطر. وأثارت تصريحاتها موجة من الغضب الشعبي حيث صدرت صحيفة بي.زد في برلين بعنوان رئيسي : هل أصبحوا مجانين تماما ؟ .. الخضر يريدون حظر بيع الأطعمة رخيصة الثمن. والأسوأ الذي تعرضت له الوزيرة سيئة الحظ، هو قيام كثير من الصحف بكشف النقاب عن مرتبها الشهري الذي يبلغ 16 ألفا و325 يورو (402،17 دولار) وقارنوا ذلك بمتوسط الأجر الشهري للمواطن في برلين والذي يبلغ 200،2 يورو فقط. وذكرت صحيفة بي.زد (ريناته كويناست لا تمتلك محلا يبيع بأسعار رخيصة). ونشرت الصحيفة الخبر مع صورة للوزيرة ظهرت فيها بشعر أشعث بينما تحشر فمها بتفاحة وكأنها خنزير رضيع محمر. وقال شرويدر في حديث لشبكة تليفزيون إن24 تي.في (أود أن أقول أنه يجب ترك الأسعار تحددها حركة السوق والاختيار الحر للمستهلك). وتشبه الدعوة إلى حظر الطعام الرخيص الثمن نكسة مني بها حزب الخضر قبل بضع سنوات مضت عندما طالب مسئول به بفرض حظر على المواطنين بالطائرات لقضاء عطلة مرة واحدة فقط كل خمس سنوات، بحجة خفض معدلات التلوث. وسرعان ما دفنت تلك الفكرة وسط غضب الرأي العام الألماني العاشق للاستمتاع بقضاء إجازاته بالخارج. وبدا أن تصريحات كويناست هي آخر ما كان ينتظره شرويدر في الوقت الذي ستجرى فيه انتخابات رئيسية في ولايتي هسه وساكسونيا السفلى الألمانيتين في الثاني من شباط /فبراير المقبل. وتظهر استطلاعات رأي أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم لن يفوز سوى بنسبة تتراوح بين 30 و32 في المائة من أصوات الناخبين في تلك الولايتين مقابل 48 في المائة للحزب المسيحي الديمقراطي المعارض الرئيسي في البلاد. ويعني فوزه بالانتخابات في هاتين الولايتين أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شرويدر سيستعيد هيمنته على مجلس الشيوخ بالبرلمان الفدرالي الذي يسيطر عليه حاليا التحالف المسيحي الديمقراطي المعارض المحافظ.