كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن الاستنساخ الجسدي واهتمام العالم به وقبل ان نخوض في التفاصيل لابد لنا ان نتعرف على الجسد البشري فجسم الانسان يحتوي على ما يقرب من 30 تريليون خلية بشرية جسدية كل منها بداخله نواة تحتوي على 46 كرموسوما يوجد بها الحامض النووي او البصمة الجينية والتي تحتوي على الجينات الوراثية التي تكسب الانسان جميع الصفات من شكل ولون وامراض وغير ذلك من مقومات حياته التي تميزه عن غيره أما الخلايا الجنسية فهي الخلايا الوحيدة في الجسم البشري التي تحتوي على 23 كرموسوما فقط اي نصف العدد في الخلايا الجسدية والخلايا الجنسية هي الحيوان المنوي في الذكر والبويضة في الأنثى وهذه الخلايا الجنسية تكون عند التقائها النطفة والجنين حيث تؤكد كتب الطب ان كل كائن حي من الثدييات لا يمكن ان يتكون بالكامل الا من خلال بدايته من خلايا جنسية اي حيوان منوي وبويضة واللتان تندمجان معا لتكوين النطفة حيث بدورها تنقسم وتعطي خلايا جينية غير متميزة او متخصصة لكنها تتميز بعد ذلك في مرحلة لاحقة من الحمل الى اجهزة واعضاء متخصصة مثل خلايا الجلد والعظام والأعصاب والعضلات وغير ذلك من اجهزة الجسم المختلفة وعندما تتخصص هذه الخلية فان الحامض النووي او البصمة الجينية الموجودة في نواتها تختمها بشفرة معينة بحيث تستمر هذه الخلية طوال عمرها لاتستطيع تغيير تخصصها او وظيفتها فخلايا الجلد لا يمكن ان تنقسم وتعطي الا خلايا جلد وهكذا خلايا العضلات والثدي وغيرها ومن هنا بدأ تفكير العلماء في تحويل هذه الخلية الجسدية الناضجة والتي تخصصت الى خلية جينية غير متخصصة كي تستطيع ان تنقسم لتعطي جنينا كاملا وقد انقسم العلماء الى ما بين مؤيد لهذه الفكرة وهي عملية الاستنساخ ومعارض لها بسبب الضرر المتوقع حدوثه والمشاكل الاجتماعية والاخلاقية التي قد يفتحها الاستنساخ وعلم الاستنساخ ينقسم الى قسمين: 1 الاستنساخ الجنسي وهو الذي يحدث من التقاء الحيوان المنوي بالبويضة والتي يحمل كل منهما نصف عدد الكرموسومات كي يكتمل العدد في المنطقة المخصبة وعندما تبدأ الخلية في الانقسام الى خليتين، يحيط بهما غشاء يسمى (زونابيلو سيدا) تضاف انزيمات معينة لاذابة هذاالغشاء الذي يجمع الخليتين داخله وتكون النتيجة نطفتين متطابقتين وبهذه الطريقة يمكن تكوين اجنة مستقلة من الخلايا المنقسمة ولكنها متطابقة من حيث الشكل والتركيب الجيني. 2 الاستنساخ الجسدي او اللاجنسي وهو الذي يستغنى فيه عن الحيوانات المنوية للرجل حيث يمكن الحصول بهذه الطريقة على نسخة جنين انثى اذا تم اخذ الخلية الجسدية من انثى او جنين ذكر اذا تم اخذها من ذكر الا انه في كلتا الحالتين لابد من وضعها في رحم الام وفي كل الاحوال يمكن الاستغناء عن الرجل ويرى العلماء انه يمكن استخدام هذه الطريقة لدى الزوج المصاب بعقم غير قابل للعلاج وترغب الزوجة في الانجاب حيث يمكن في هذه الحالة اخذ خلية من ثديها وتلقح بها بويضة منها ثم توضع في الرحم كي تنجب انثى مشابهة لها تماما أما اذا كانت تريد ذكرا فيمكن اخد الخلية الجسدية من الزوج وتلقح بها البويضة فيأتي الجنين ذكرا مشابها تماما للأب كما يرى بعض العلماء انه على المدى البعيد يمكن من خلال عملية الاستنساخ تحويل الخلية الناضجة الى خلايا جينية يمكن الحصول على اعضاء الجسم المختلفة وبذلك يمكن توجيه الحامض النووي بداخلها لاستنساخ اعضاء معينة لاستخدامها مثل القلب والكبد والكلى وزرعها في الانسان الذي يحتاج اليها ولاتزال محاولات العلماء متواصلة والجدل في هذا المجال مستمرا. @ @ استاذ طب الأطفال واستشاري امراض الدم والسرطان