صحيح ان التقرير الشفهي الذي عرضه بليكس يوم امس الأول على مجلس الأمن والذي اكد فيه عدم امتلاك العراق أي دليل يشير إلى حيازته اسلحة دمار شامل وان المفتشين لم يتوصلوا الى اثباتات تدين العراق وانهم لم يعثروا على بينة واحدة تدل على ان العراق قام بتنفيذ برامج عسكرية محظورة سواء ماتعلق منها بصناعة اسلحة دمار شامل او صناعة صواريخ بالستية صحيح ان هذا التقرير الاولي اعاد شيئا من التفاؤل فوق سماء منطقة الشرق الاوسط تحديدا بامكانية عدم اندلاع حرب وشيكة الوقوع ضد بغداد الا ان شعرة معاوية ظهرت في هذا التقرير بوضوح حينما اكد بليكس ان بغداد لم تقم بتلبية الطلبات المقدمة اليها ولم تحسم الامر حول مسألة احتفاظها بمخزون قديم من الاسلحة البيولوجية والكيميائية ورغم ان بليكس اشاد بحسن تعاون السلطات العراقية مع المفتشين الدوليين حتى مع اتهامها لهم بالتجسس وهي نفس التهمة التي اكيلت لهم قبل طردهم اثناء المهمة التفتيشية الدولية الاولى غير ان ذلك لم ينزع الشعرة وبالتالي فان سحابة التفاؤل التي مرت على المنطقة للوهلة الاولى بعدم اندلاع الكارثة المحتملة كانت مثقلة بالوهم وازاء ذلك فان الكرة مازالت في وسط الملعب العراقي واذا ادرك المجتمع الدولي ان نظام بغداد مجبول على تصرفات لا يحسب حسابها جيدا كما هو الحال في الحرب الخليجية الثانية فان عليه اي على هذا المجتمع ان يفكر مليا في عواقب الحرب على الشعب العراقي اولا واخيرا ويكفي هذا الشعب المنكوب ماخاضه دون ارادته من حروب سابقة ادت الى مضاعفة معاناته فلابد في هذه الحالة من المسارعة الى تقديم اية معلومات استخباراتية قد تكون في حوزة الولاياتالمتحدة تثبت امتلاك بغداد اسلحة دمار شامل تفاديا من زج العراقيين في دائرة ازمة جديدة صعبة ان اندلعت كارثة اخرى لا يبدو انها بعيدة الاحتمال وفقا لمجريات مايحدث في المنطقة.