تمتد يدي نحو القلم أجل مداده.. أخاطبه استرسل في عتابه.. تهزني قطرات من دمعه المتناثر فوق أسطر الورق.. فتفيض مشاعري لتعلن البوح بعد صمت طويل.. تحضرني صورة غائبة تستوقفني عنوة فيعجز قلمي ويتوقف عن المضي.. تنهمر من عيني دمعة تفضح سر اشتياقي.. وتكشف مكنون ذاتي.. أتذكر ما مضى من تاريخ حياتي ذاك الماضي بتفاصيله الجميلة وومضاته البريئة.. تلك الذكرى تشكل حيزاً في ذاكرتي.. كانت تحوي فرحي وابتهاجاتي.. أماني وآمالي.. رسمتها بخيوط الفجر ومع تغاريد العصافير..عندما تشرق الشمس بأجمل جلسة ذهبية تجمعين قواك وعزمك.. تنهضين شامخة بطلتك البهية.. وتبتهلين أملاً وانشراحاً.. كم كان يبدو وجهك وضاء وابتسامتك لا تفارق شفاهك وحنانك فيض أرتوي من نبعه وأرشف من مقليتك مشاعر جياشه.. أقبل عليك بفرحي الطفولي.. تضمينني لصدرك وتطبقين على يدي تعانقينني تبادلينني مشاعري.. وتهمسين بصمت خفي.. تسمعينني دعواتك.. لقد كنت لحني وقيثارتي وبعضا من طيوف ذكرياتي.. صدى صورتك في زوايا غرفتي وفي دفتر مذكراتي.. أحمل كلماتي تتغنى بحبك وأبيات شعري تصف فيض عطفك وحنانك لازلت أتذكرك وأجمل ودك وإن غيب الترحال طيفك.. أراك في ذاكرتي وحلمي ويقظنني.. تمرين علي كسحابة صيف عابرة غيبها الترحال طويلاً.. ثم عادت تحمل عبقا ومعنى يتبلور في مخيلتي ليشكل غيثا وأقاويل ووهما يطاردني يلاحقني يترك أثره باديا في ملامح وجهي.. أحاول جمع شتات فكري لأعود لواقعي ينشل تفكيري ويتقوقع حينذاك داخلي.. أسرح بعيداً.. أناجيك.. أناديك.. فهل تسمعينني.. هل تعى حزني وتحسي شوقي؟؟ أم أنك رحلت بعيداً.. وتوارى حلمي وأصبح تاريخا ماضيا انطوت صفحاته في سجل حياتي.. @@ فاطمة الخماس من المحرر.. أسلوب جيد وصور فنية تكشف عن موهبة في السرد والوصف..