اثلج صدري واعجبت كثيرا عندما قرأت في الصحف المحلية عن اختيار الشاعر السعودي الدكتور غازي القصيبي شخصية العام الثقافية للدورة التاسعة لمهرجان القرين الثقافي، وهذه الفرحة والغبطة ليست بسبب اعجابي الشديد بهذا الرجل وبشعره ورواياته ودبلوماسيته ولكن شعورنا ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وفق في اختيار شخصية هذا العام لما يحمله د. القصيبي من ثقل عربي وخليجي على المستوى الادبي والثقافي وايضا الدبلوماسي. لن نبالغ اذا قلنا ان غازي القصيبي ظاهرة خليجية لن تتكرر ولن نغالي اذا قلنا ان القصيبي بدد الصورة التي وصفها بعض المثقفين العرب للمنطقة الخليجية بانها لا تخرج سوى اثرياء وآبار نفط، بل ان ابن الخليج ابدع في كل مجال يطرقه سواء كان في الشعر او الرواية او الدبلوماسية او الوزارة. د. القصيبي احدث ضجة كبيرة قبل حوالي ستة اشهر في وسائل الاعلام البريطانية والغربية بسبب قصيدته الشهيرة آية" التي امتدح فيها العمليات الانتحارية في الاراضي الفلسطينية واعتبرها استشهادا، الامر الذي جعله يتعرض الى اقسى هجوم غربي يطال اي شخصية عربية، الا ان ذلك لم يجعل شاعرنا يتراجع بل اعلن دعمه للاستشهاد وعن استعداده شخصيا لان يموت شهيدا. الحقيقة ان د. غازي القصيبي كان من المبادرين الاوائل الذين وقفوا مع الحق الكويتي ابان الغزو العراقي، وانشد شعرا وابياتا حسمت المعركة قبل ان تبدأ معركة السلاح"، وكان واثقا من تحرير الكويت من براثن المعتدين بقصيدته المشهورة سترجعين يا كويت" والكويت لن تنسى مواقف هذا الرجل ابد الآبدين، والكويت مهما كرمت هذه الشخصية لن تفيها حقها، ونحن نعتبر د. القصيبي ابن الكويت ويستحق تكريما اكثر باطلاق اسمه على شارع او مدرسة بدلا من الاسماء الحالية التي لم يكن لها موقف ايجابي من الكويت.. لذا حسنا فعل مسؤولو المجلس الوطني للثقافة والفنون باختيار القصيبي شخصية القرين الثقافية. الوطن الكويتية*