هذا الكون العظيم لا يتحرك متحرك فيه ولا يسكن ساكن في ليل او نهار الا بأمر الله فلماذا الانزعاج والرسول صلى الله عليه وسلم حينما اوصى ابن عباس والوصية لنا جميعا يقول عليه الصلاة والسلام (يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فأسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشىء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان الامة لو اجتمعوا على ان يضروك بشىء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وان ما اصابك لم يكن ليخطئك..) او كما قال صلى الله عليه وسلم. فما دام الامر هكذا لماذا ينزعج ابن ادم من ذكر او انثى لما يحصل ما قدر الله عليه بل عليه ان يحمد الله ويصبر كما قال صلى الله عليه وسلم للمرأة التي كانت تبكي عند قبر ابنها لها قال لها عليه الصلاة والسلام يا امة اتق الله واصبري. فقالت اليك عني فانك لم تصب بمصيبتي ولم تكن تعرفه فذهب عنها صلى الله عليه وسلم ثم اخبرت ان هذا الرجل هو رسول الله فذهبت اليه وقالت له يارسول الله اني لم اكن اعرفك كأنها تعتذر فقال لها انما الصبر عند الصدمة الاولى. فالتزام الهدوء مطلوب عند المفاجآت ويحتاج الى الصبر وياليت النساء اللاتي يحضرن حفلات الزواج في صالات الافراح يتلزمن بهذه الحكمة لكان في ذلك خير كثير، سمعت اكثر من مرة ان حدث في احدى الصالات واظنها في مكةالمكرمة ان انقطع التيار الكهربائي عن صالة افراح وظن النساء انه حدث حريق فتدافع النساء على الدرج وحصل وفيات فالتزام الهدوء مطلوب بدلا من اثارة الرعب والفزع كما حدث. كل امرأة تريد ان تخرج من الموقع وان كان خروجها فيه اضرار على الاخرين، ومثال آخر لما يحدث حادث ويتجمهر الناس حول مكان الحادث ويكاد السائقين يتضاربان الكل يقول للآخر انت المخطىء والحكم في هذا الموضوع رجل المرور ولاشك ان هذا الحادث حدث فجأة ولكنه بأمر الله فلماذا ننزعج ونخطىء الآخرين وربما انت السبب في الحادث وكل صاحب سيارة لم يخطر بباله وقوع هذا الحادث لكنه امر الله فما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك فسلم امرك لله امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك في حال حدوث حريق في المنزل كن هادئا متصرفا تصرفا سليما فربما بسبب الانزعاج الشديد والارهاق قد تسقط مغمى عليك اما بسبب ارتفاع السكر او الضغط وتحتاج الى من يسعفك وهم مشغولون بالحريق فيجب ان نحسن التصرف في حال المفاجآت فان في التزام الهدوء عند المفاجآت وعي تدوم به المسرات باذن الله كذلك عندما تتفاجأ بانفجار اطار السيارة فلا تنزعج بل ارفع رجلك عن دعاسة البنزين وركز انتباهك للسيارات التي امامك وتجنب الاصطدام بها ان استطعت الى ذلك سبيلا واياك ان تستعمل دعاسة البريك حال الانفجار فتحصل كارثة اخرى فانتبه وكن على حذر وكن هادئا وكن يقظا. وقد يحصل ان تخبر بخبر موت قريب او عزيز عليك فتنهار اعصابك وربما تسقط على الارض ان كنت واقفا فأين الايمان بقضاء الله وقدره واين الصبر واين التسليم لامر الله ولا مانع من ان الانسان يحزن على هذا المتوفى ولاشك ان القلب يخشع والعين تدمع وهذا من الايمان كما قال صلى الله عليه وسلم ان القلب ليخشع وان العين لتدمع ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون. سعد صالح الغريب